تستقطب الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي للمنمنمات والزخرفة الذي تتواصل فعالياته بتلمسان عددا كبيرا يوميا من الزوار. ويغتنم الجمهور المتكون من تلاميذ مدارس الفنون الجميلة من كامل التراب الوطني ومحبي هذا الفن الراقي فرصة حضور نخبة من فناني المنمنمات المعروفين عالميا بتلمسان أمثال الايراني محمد نباتي للتعرف أكثر على تفنيات المنمنمات والزخرفة وتحسين معارفهم في هذا المجال. وقد انبهر الزوار باللوحات المعروضة (زهاء 100 لوحة) التي تعكس رقي هذا الفن الاسلامي التزييني. وللإشارة حفز هذا الاقبال والاهتمام الكبيرين محافظ المهرجان للإعلان عن التحويل النهائي لهذه التظاهرة الى مدينة تلمسان . وأوضح كشكاش موسى في هذا الصدد أن "تلمسان تتوفر على مرافق ثقافية هامة وتقاليد ثقافية وفنية ثابتة تضاف الى الذوق الرفيع ازاء هذا الفن وجماله الأمر الذي جعلنا نقوم بتحويل المهرجان الى تلمسان ابتداءا من العام القادم". والى جانب المعرض والمسابقة التي ستكافئ ثلاثة فنانين في المنمنمات وعددا مماثلا من المشاركين في الزخرفة برمجت ورشات تطبيقية من تنشيط فنانين ذوي خبرة أمثال "قيلشين انماك" من تركيا و"محمد نباتي" من إيران وكذا ورشات أخرى تنتظم يوميا تسمح للفنانين الشباب بالمشاركة في انجاز بعض الأعمال واكتساب تقنيات وتجربة من شانها أن تعيد لفن المنمنمات والزخرفة الجزائرية مجده الذي كان عليه في عهد الراحل محمد رسيم علما أن هذه الطبعة تعد العديد من الفنانين والفنانات من الجزائر. ومن بين هذه المشاركة الجزائرية نجد الفنان خليلي أحمد من سكيكدة الذي أبهرت اعماله الكثيرين خاصة منها لوحة "20 أوت" التي تتناول الثورة التحريرية المجيدة وحازت على نجاح كبير في أوساط الفنانين الحاضرين والجمهور العريض. كما تعرض مواهب فنية جزائرية شابة أخرى أعمالها على غرار وداد دوادي وابن كركات فاطمة وعبد الرزاق قارة برنو. ويمثل هؤلاء الشباب وغيرهم مستقبل فن المنمنمات والزخرفة في الجزائر ليكونوا خلفا لمحمد رسيم كما يرى بعض فناني المنمنمات الأجانب المتواجدين بتلمسان. فبعد إيران وتركيا اللذين يمثلان مدرستين عريقتين في العالم في هذين الفنين فان الجزائر بدأت تتبوء مكانة مرموقة بفضل ترسيم مثل هذه المهرجانات عبر الوطن والتي تسمح لفناني الوطن بتبادل وتطوير معارفهم مع نظرائهم الأجانب حسب ما أشار إليه بعض الفنانين الجزائريين.