مثل وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي الجزائر في اجتماع مجموعة الدعم و المتابعة حول الوضع في مالي المنعقد امس في باماكو (مالي) تحت إشراف الاتحاد الإفريقي حسبما أشار إليه بيان للوزارة.و يذكر أن مجموعة الدعم و المتابعة أنشئت خلال اجتماع مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي المنعقد في باماكو يوم 20 مارس 2012 . و تضم المجموعة لاسيما من الأممالمتحدة و الاتحاد الإفريقي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و دول الميدان و البلدان الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و البلدان الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن و الاتحاد الأوربي. و ناقش المشاركون في هذا الاجتماع الذي عقد على المستوى الوزاري الوضع السائد في مالي و مشروع " مفهوم استراتيجي" لتسوية الأزمة التي تمر بها مالي في أبعادها المؤسساتية و الأمنية و الإنسانية و التنمية حسبما علم. و يعقد اجتماع باماكو أسبوعا بعد مصادقة مجلس الأمن للأمم المتحدة على اللائحة 2017 حول مالي. و اكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي بباماكو انه اذا كان التدخل (العسكري) في شمال مالي يهدف الى محاربة الارهاب فان ذلك "مهم" وان الجزائر تنوي المضي في هذه المكافحة "بشتى الوسائل". و صرح رئيس الدبلوماسية الجزائرية للصحافة عقب المحادثات التي اجراها مع نظيره المالي انه "اذا كان التدخل (العسكري) في شمال مالي يهدف الى محاربة الارهاب فان الجزائر قد سبق لها ان ابدت رايها حول هذا الموضوع حيث اعربت و اؤكد ذلك اليوم ليس فقط عن نيتها و انما ايضا عن ارادتها في المضي قدما في مكافحة الارهاب بشتى الوسائل". كما اوضح قائلا "ننا نعتبر ذلك بمثابة هدف هام يجب بالمقابل الا ينسينا انه من اجل مكافحة ناجعة للارهاب يجب كذلك اعادة الوحدة الوطنية في مالي حول الاخوة و المصالحة و تجنيد مجموع الفاعلين الماليين من اجل بناء مالي المستقبل". في ذات السياق اشار السيد مدلسي الى انه تطرق بشكل "مسؤول و اخوي" مع نظريه المالي للوضعية السائدة بمنطقة الساحل فضلا عن "العلاقات الاخوية التي تربط بلدينا" مضيفا ان تلك الاواصر "قد وضعت تحت المحك بسبب ازمة لا تخصكم وحدكم فقط و انما تخصنا معا". وتابع رئيس الدبلوماسية الجزائرية يقول "اننا تطرقنا الى افضل السبل الكفيلة بمعالجة هذه الازمة و ينبغي علينا معالجتها في كنف التضامن على المستوى الثنائي و على صعيد دول الميدان مع الاخذ بالاعتنبار ما يمكن لبلدان الجوار و بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ان تقدمه كمساهمة ايجابية". كما اكد وزير الشؤون الخارجية ب"اننا نحتاج اليوم الى دعوة المجتمع الدولي ايضا لاننا مقتنعون جميعا بان محاربة الارهاب تعد معركة تستدعي كل المجموعة الدولية و ان على هذه الاخيرة ان تقدم مساهمتها الحاسمة في مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة". و اضاف يقول "اننا على ثقة بامكانية تطوير حوار بين الاخوة الماليين ومحاربة الارهاب في ان واحد". و اعتبر السيد مدلسي ان هذين العاملين "يشكلان عناصر لتقارب و توافق المواقف التي سندافع عنها بمناسبة الاجتماع الذي سيجمع حول الاتحاد الافريقي كل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا و الاممالمتحدة و عدد معين من الفاعلين الذين يرون ضرورة التجند من اجل مساهمة حاسمة في ازمة مالي و الساحل و بالتالي ايجاد حلول ملموسة و فعالة ليس فقط في مكافحة الارهاب و انما كذلك في اطار تسخير وسائل الوقاية من هذه الافة". و ابرز في هذا الخصوص انه "من المؤكد بان وسيلة الوقاية الاكثر فعالية من الارهاب هي مكافحة التخلف". كما اكد بان الجزائر بصدد تطوير عمل على ثلاثة محاور تعتبر جميعها "مكملة" فهناك اولا عمل انساني و اخر سياسي و عمل ثالث يتمثل في التعاون في مكافحة الارهاب. و تابع يقول ان هذه العوامل الثلاثة "ينبغي ان يتم التكفل بها بكل جدية و جعلها اكثر تناسقا". و خلص السيد مدلسي في الاخير الى القول انه "لا يمكننا جعلها اكثر تناسقا دون ارادة تعبر عنها البلدان المعنية بشكل مباشر بالازمة في مالي".