أعلنت الجزائر استعدادها للمشاركة في التدخل العسكري شمال مالي بكافة الوسائل بشرطين، الأول أن يكون موجها تجاه الحركات الإرهابية والثاني أن يضمن الوحدة الترابية لمالي، وأكد وزير الخارجية مراد مدلسي عقب المحادثات التي أجراها أول أمس مع نظيره المالي أنه “إذا كان التدخل (العسكري) في شمال مالي يهدف إلى محاربة الارهاب فإن الجزائر قد سبق لها أن أبدت رأيها حول هذا الموضوع، حيث “أعربت وأؤكد ذلك اليوم ليس فقط عن نيتها وإنما أيضا عن إرادتها في المضي قدما في مكافحة الارهاب بشتى الوسائل”. وأوضح “إننا نعتبر ذلك بمثابة هدف هام يجب بالمقابل ألا ينسينا أنه من أجل مكافحة ناجعة للارهاب يجب كذلك إعادة الوحدة الوطنية في مالي، حول الأخوة والمصالحة وتجنيد مجموع الفاعلين الماليين من أجل بناء مالي المستقبل”، وجاءت تصريحات مدلسي عشية اجتماع دولي رفيع المستوى ببماكو يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على التدخل عسكري في شمال مالي بمشاركة الجزائر والاتحاد الإفريقي ورومانو برودي موفد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخاص لمنطقة الساحل إلى جانب الاتحاد الأوروبي وفرنسا. وأكد مدلسي بعد لقائه نظيره المالي “إننا تطرقنا إلى أفضل السبل الكفيلة بمعالجة هذه الأزمة وينبغي علينا معالجتها في كنف التضامن على المستوى الثنائي وعلى صعيد دول الميدان، مع الأخذ بالاعتبار ما يمكن لبلدان الجوار وبلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أن تقدمه كمساهمة ايجابية”. كما أكد وزير الشؤون الخارجية “إننا نحتاج اليوم إلى دعوة المجتمع الدولي أيضا لأننا مقتنعون جميعا بأن محاربة الإرهاب تعد معركة تستدعي كل المجموعة الدولية، وأن على هذه الأخيرة إن تقدم مساهمتها الحاسمة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، وأضاف “إننا على ثقة بإمكانية تطوير حوار بين الأخوة الماليين ومحاربة الإرهاب في آن واحد”. واعتبر مدلسي أن هذين العاملين “يشكلان عناصر لتقارب وتوافق المواقف التي سندافع عنها بمناسبة الاجتماع الذي سيجمع حول الاتحاد الإفريقي كل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والأمم المتحدة، وعدد معين من الفاعلين الذين يرون ضرورة التجند من أجل مساهمة حاسمة في أزمة مالي والساحل وبالتالي إيجاد حلول ملموسة وفعالة ليس فقط في مكافحة الإرهاب وإنما كذلك في إطار تسخير وسائل الوقاية من هذه الآفة”. وأبرز في هذا الخصوص أنه “من المؤكد بأن وسيلة الوقاية الأكثر فعالية من الإرهاب هي مكافحة التخلف”، كما أكد بأن الجزائر بصدد تطوير عمل على ثلاثة محاور تعتبر جميعها “مكملة” فهناك أولا عمل إنساني وآخر سياسي وعمل ثالث يتمثل في التعاون في مكافحة الإرهاب. وتابع يقول إن هذه العوامل الثلاثة “ينبغي أن يتم التكفل بها بكل جدية وجعلها أكثر تناسقا”، وخلص مدلسي في الأخير إلى القول إنه “لا يمكننا جعلها أكثر تناسقا دون إرادة تعبر عنها البلدان المعنية بشكل مباشر بالأزمة في مالي”.