بدأت قلوب العائلات المعوزة تخفق بشدة حائرة في أمر تدبر مصاريف الأضحية ، فبين من يلجأ إلى الماعز و بين من يتشارك في شراء الأضحية عائلات كثيرة تحرم من تلك الفرحة و تكتفي بشراء بعض من أجزاء الخروف أو أخرى تنتظر صدقات الجمعيات المحسنين. تشتكي الكثير من العائلات الجزائرية و ذات الدخل المتواضع من عجز قدراتها الشرائية أمام الارتفاع الجنوني للأسعار الموشي التي تجاوزت توقعاتها الخيالية و قدراتها الشرائية ما يجعل الكثير من العائلات و التي دخلت في حيرة من آمرها أمام إسرار الأطفال على كبش العيد،إلى طريقة الإشتراك مع الأقارب لشراء الأضحية و في هذا الإطار تقول السيدة "أمال " الزوالي اليوم لا يمكنه اقتناء الأضحية بالنظر لالتهاب الأسعار -فشخصيا تقول-"لا يمكنني شراء كبش العيد إلا بالكريدي أو الاقتراض و ذلك نزولا عند رغبة أطفالي الذين لا تكتمل فرحتهم بالعيد إلا برؤية الكبش ففي العام الماضي اشتريت فقط اللحم و لواحق الكبش مما حرم أطفالي من الاستمتاع بفرحة الكبش غير أني –تقول-هذا العام اقترضت بعض المال من عند بيت أهلي و سأشتري و لو خروفا صغيرا".
عائلات تلجأ إلى شراء الماعز أو أجزاء من اللحم في ظل الغلاء الكبير في سوق الأضاحي لهذه السنة و الذي سجل مستويات قياسية وصلت إلى سقف الأربعة ملايين و نصف للخروف، وذات النوعية الجيدة إلى 7 ملايين تلجأ الكثير من العائلات إلى خيارات أخرى و في هذا الصدد تقول "مريم " في غالب الأحيان أشتري اللحم و مختلف لواحق الكبش من "دوارة"و"بوزلوف"و كبد و غيرها و ذلك حسب مقدوري الخاص حيث اشتري تقول ما قيمته 7000 إلى 8000 دينار من اللحم و باقي الأحشاء عوضا عن شراء كبش لا يقل عن 25 ألف دينار ما يفوق أجرة زوجي الشهرية التي لا تتعدى 17 ألف دينار ،أما هذه السنة ففضلنا الذهاب إلى بيت أهل زوجي الذين ألحوا علينا لقضاء العيد معهم.
و عائلات أخرى تفضل الاشتراك في تكاليف أضحية العيد لم يعد يقتصر التشارك في شراء أضحية العيد على الإخوة أو الأقارب فقط بل تعداه إلى الجيران و سكان الحي الواحد إذ انتشرت ظاهرة التشارك في شراء كبش واحد في ظل غلاء المعيشة،حيث تقول "صبرينة"أنهم في كل عام يشترون كبشين ليتم تقاسمهم بين أخويها الثلاثة و ذلك بتقسيم كامل أجزاء الأضاحي بالتساوي بينهم و تضيف في أحيان أخرى أين يكون يرتفع كثيرا ثمن الكباش نشتري كبشا واحدا و نتقاسمه بين الثلاثة "، و من جهة أخرى يبقى التكافل و التراحم من شيم الأسر الجزائرية و التي لا تتأخر عن رسم البسمة في وجوه الكثيرين ممن لم يسعفهم الحظ في اقتناء كبش العيد حيث تحدثنا "ريم" عن إحدى العائلات من جيرانهم و التي لا يتعدى دخل رب العائلة 12 ألف دينار مما يحرمهم من شراء الأضحية و تقول "ريم""في كل عيد أضحى نستضيف تلك العائلة لقضاء العيد معنا و ذلك منذ 6 سنوات،في جو بهيج كعائلة واحدة أمام فرحة أطفالها الذين تعودوا على قضاء العيد معنا "،أما "لبنى"فتحدثنا عن جيرانها الذين يتشاركون في شراء أضحية واحدة و يتقاسمونها و تضيف في العادة يكون التشارك بين اثنين أو ثلاثة لا أكثر –فشخصيا كثير من جيراني يعرضون علي فكرة التشارك غير أن زوجي يرفض ذلك و يفضل شراء خروف صغير حتى و لو كان ذلك بالتقسيط ".