يقال أن لعيد الأضحى نكهات خاصة، تمتزج فيها الشعائر الدينية بفسيفساء العادات والتقاليد، التي تختلف من منطقة إلى أخرى وتتلون بطبوع أهلها وإن اتفقت على صنع أجواء خاصة قلّما يعيشها المواطن خلال عام بأكمله. وباقتراب عيد الأضحى تنتشر أسواق المواشي في جميع الولايات وفي أحياء متعددة، حتى يكاد يكون في كل حي سوق، ولا حديث عن السعر المعقول أو المناسب رغم كثرة الموالين برؤوس أغنام. وفي الوقت الذي تهتم فيه الدول الإسلامية بمواطنيها في مثل هذه المناسبات،حتى لا يقعوا عرضة للاحتيالات والمزايدات غير المشروعة إلى درجة أن أكثرها اليوم سهلت مسألة شراء أضحية العيد فجعلتها عن طريق الإنترنت أو الهاتف فيكفي أن تحدد المواصفات وتختار السعر المناسب لتحظى بها بأقل عناء وأنت في بيتك، أما عندنا في الجزائر فإن تنقلك إلى سوق الماشية أمر مفروض بل هو سنة مؤكدة تكاد تكون أوكد من الأضحية نفسها وعليك أن تتجول في أكثر من سوق وبين أكثر من تاجر حتى تختار ما يناسبك ودراهمك هي من تحتم عليك ما هو مناسب. الجزائريون و الاضحية يعتبر عيد الأضحى مناسبة إسلامية ذات أهمية قصوى لدى كل المسلمين عبر العالم وفي الجزائر الدولة ذات الأغلبية الإسلامية يسمى هذا العيد أيضا باسم العيد الكبير، وهو واحد من أهم العيدين، يحتفل به المسلمين، والآخر هو عيد الفطر الذي يحتفل به المسلمون عند نهاية كل رمضان. عيد الأضحى هو بمثابة تخليد ذكرى إبراهيم الذي قرر التضحية بابنه إسماعيل في سبيل الله. وفقا للإسلام، فإن إسماعيل الذي قرر إبراهيم التضحية به هو بني الله إسماعيل، وليس إسحاق كما هو مذكور في العهد القديم في الكتاب المقدس. وحين كان إبراهيم على وشك التضحية بإسماعيل سمع صوتا من السماء يمنعه وقال أنه سوف يذبح خروفا بدلا من ذلك هذا الحدث من أربعة أيام يبدأ في اليوم العاشر من شهر ذو الحجة وفق التقويم العربي وفيما أن حدد عيد الأضحى هو في نفس اليوم من كل سنة هجرية،إلا أنه يتغير تاريخ حدوثه وفق التقويم الميلادي كل سنة و ذلك لأن التقويم القمري الإسلامي هو أقل بحوالي 10 أيام عن التقويم الشمسي .بداية عيد الأضحى هو اليوم الذي ينحدر فيه الحجاج المسلمون من جبل عرفات في نهاية الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام والحج هو الحج إلى مكةالمكرمة في المملكة العربية السعودية، وهو واجب على القادر من المسلمين. وهناك عدد من التقاليد والممارسات ذات الصلة بعيد الأضحى التي على أتباع الإسلام التقيد بها. فيكون الرجال والنساء في أبهى ثيابهم ويذهبون إلى المساجد لأداء صلاة العيد وبعد ذلك يذبحون أضحية العيد تخليدا لذكرى إبراهيم واستمرار الفداء من أجل إرضاء الله. و يتم هذا في جو من الخشوع يتم ذكر الله والتذكير بأن الحياة مقدسة. كما يقوم المسلمين بمنح حوالي ثلثي أضحية العيد للفقراء حتى يستطيعون المشاركة في فرحة العيد، ويتم طهي الباقي في وجبة للاحتفال مع الأسرة والأطفال ويجد المسلمون في الجزائر وفي العالم في عيد الأضحى فرحة أخرى للتعبد والمشاركة في العمل الخيري للتذكير أن كل النعم هي من عند الخالق الله ولتوطيد العلاقات بين الأهل والأصدقاء . أجواء العيد في الجزائر الجزائر بلد إسلامي عربي يحتفل بعيد الأضحى المبارك الذي يصادف 10 من ذي الحجة من كل عام كغيرها من الدول الإسلامية ، وتختلف فيه أجواء الاحتفال من منطقة إلى أخرى وهذا بسبب كبر مساحتها ،ولا يعد هذا الاختلاف كبيرا جدا وما يميزه أن سكان المناطق الشرقية تتقارب مظاهرهم مع إخواننا بتونس وسكان المناطق الغربية تتقارب مع أشقائنا بالمغرب الأقصى ، وتنفرد الوسطى بعادات أخرى جميلة جدا فالمواطن الجزائري كغيره يستعد للعيد من خلال شرائه للأضحية ، وبالرغم من ارتفاع الأسعار إلا انه يحاول أن يوفر قيمتها ، وله أن يختار والمضحك في الأمر أن هناك بعض الزوجات من يشترطن أضحية تكون لها قرون من الحجم الكبير لتتباهى أمام جاراتها ، ولكن يبقى الأهم فرحة الأطفال بشرائها . كما تتجلى مظاهر الفرحة بالأضحية حيث تقوم الجدات بوضع الحناء على جبين الأضحية وتربط لها شرائط زهرية اللون كنوع من الترحاب ولكن الأكثر سعادة عند الأطفال لأنهم يعتبرونها شيء مميز خاصة من هم سكان العمارات لأنهم يخصصون مكان أسفل البناية ليتم فيه ربط جميع أضحية الجيران . أما ربات البيوت فتحضيراتهم لهذا العيد تكون كتلك لعيج الفطر حيث يتم تنظيف البيت جيدا ويصنع بعض الكعك كنوع أو اثنين فقط ليكون للعيد طعم حلو ولتقدم لمن يقدمون للمعايدة كم يتم تحضير لوازم الذبح من سكاكين وأواني ومعدات مختلفة وكثيرة تسهر الزوجة والزوج على توفرها . أول أيام العيد كما جرت العادة تضع الأم أو الجدة الحناء للأطفال البنات و الأولاد على حد سوى والكل فرح بقدوم العيد بملابسهم الجديدة وأكثر شيء الأضحية و في صبيحة العيد يتوجه الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد وفور رجوعهم هناك من يباشر بالذبح مباشرة وهناك من يؤجلها إلى مابعد الظهر حتى ينهي جولاته على الأهل والأصدقاء .و بعد عملية الذبح فان الأكل يختلف من منطقة إلى الأخرى إن لم نقل من عائلة إلى أخرى فلكل أسلوبه الخاص ، ولكن المتفق عليه أن الكل يشوي اللحم على الحطب وهذا الأمر رائع كثيرا لمن يملكون ساحات بمنازلهم كما يتم تقطيع الأضحية إلى قطع يحتفظ ببعضها وتوزع جلها على الأهل وعلى الفقراء والمساكين . وتعد هذه الظاهرة أهم ما يميز عيد الأضحى لان الجزائري يعمل جاهدا إشراك الكثير من المحرومين فرحة العيد معه و يحاول رسم البسمة على وجوههم. بين القرض و التقسيط ... الأضحية لمن استطاع إليها سبيلا مع بداية العد التنازلي لموعد عيد الأضحى المبارك،تعرف الأسواق الجزائرية إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين الذين يريدون اقتناء كبش العيد للاحتفال بهذه المناسبة الدينية ككل سنة،غير أن ارتفاع أسعار الأضاحي جعل المواطنون في حيرة من أمرهم،ليجد الموالون ازدياد الطلب على اقتناء كبش العيد الفرصة لرفع الأسعار و تحقيق الربح الفوري و السريع الذي لن يكون إلا على حساب المواطن الذي يبقى المتضرر من كل هذا. فالمتجول في مختلف الأسواق يلاحظ الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه الأخيرة خلال هذه الأيام،لكن مرتادو هذه الأسواق هم من ذوي العائلات الميسورة الحال خاصة و أن سعر الكبش الواحد يتراوح ما بين ما يفوق 20 ألف و 50 ألف دج و هذه الأسعار المرتفعة التي تلهب جيوب المواطن الجزائري جعلت الكثير من المواطنين يعزفون عن شراء الأضحية أو على الأقل انتظار يومين من المناسبة لعل المعجزة تحدث فيحن التجار أو تلن قلوبهم و يسقطون من أسعارها بعض الشيء في حين ذهب العديد من العائلات إلى اقتناء أضحية العيد بالتقسيط من الشركات و المؤسسات العمومية التي يشتغلون بها فيما تلجأ عائلات أخرى إلى الاستلاف مبلغ حتى يكتمل و تشتري الأضحية التي اعتبرتها من الضروريات لا نقاش فيها فيما بقيت هذه الأسعار المرتفعة تقطع أنفاس الكثير من العائلات التي لم تتنفس الصعداء بعد من المناسبات السابقة بعد من ( شهر رمضان،عيد الفطر المبارك، الدخول المدرسي )،ناهيك عن ضرائب الأعراس و حفلات النجاح و غيرها من المناسبات التي تستنزف إلى أخر سنتيم جيوب العائلات.و بالعودة إلى عيد الأضحى و خصوصا لدى أصحاب الدخل المحدود و التي لا تملك عددا كافيا من الأفراد العاملين الذين بإمكانهم المساهمة و لو بالقليل في ثمن الأضحية لتتضارب الآراء بشأن الحل النهائي و المثالي لهذه الأزمة الخانقة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواشي من جهة و ضعف الميزانية و المد خول المادي من جهة أخرى. و قد فضلت بعض العائلات التنقل إلى الولايات المعروفة ببيع المواشي كالجلفة و المسيلة و المدية و اقتناء أضاحيهم بأسعارها الأولى قبل أن يقوم الموالون باحتساب رسوم نقلها إلى المناطق المجاورة. السعر يرهن النوعية ... و جيوب المواطن هي المقايس وتعتبر أغنام منطقة أولاد جلال هي المطلوبة على المستوى الوطني وتصل شهرتها الدول المجاورة لهذا يتفانى المهربون في توصيلها لهم، لكونها تمثل الأفضلية في النوع ولحمها طيب، وتليها ولاية الجلفة التي تمتلك عددا لاباس به من رؤوس الأغنام من العدد الإجمالي لهذه الأخيرة في الجزائر . غير أن و للأسف فمعظم المواطنين الجزائريون تخلوا عن النوعية الجيدة و ابتعدوا عن ثقافة الاستهلاك التي تتطلب هذا الأمر و ذلك بسبب ارتفاع الأسعار الذي تشهده المواشي في مثل هذه الفترة من كل سنة . أما عن صحة إشاعات المنتشرة مؤخرا و التي مفادها أن بعض الموالين يحقنون ماشيتهم بمواد كيميائية من اجل أن تكبر و تسمن بسرعة لبيعها بأسعار مرتفعة فقد أكد الحاج طاهر بولنوار الناطق الرسمي لاتحاد التجار و الحرفيين في تصريح للمسار العربي أن هذا احتمال وارد داعيا المواطن الجزائري إلى الاعتماد على البياطرة عند شراء أضحية العيد لتفادي خطر مثل هذه الأضاحي التي قد تتسبب في العديد من حالات التسمم و الأمراض . توفر 5 ملايين رأس على مستوى الأسواق اجمع مربو الماشية بمختلف المناطق و الجهات في الجزائر على وفرة العرض فيما يخص رؤوس الأضاحي لعيد الأضحى المبارك و الذي تفصلنا عنه أيام قليلة إلا في حالة تدخل الوسطاء الذين يمكن لهم أن يشعلوا الأسعار في أية لحظة أما بعمليات الاحتكار أو نقل الأغنام الموجهة لسوق عيد الأضحى إلى أسواق أخرى بالمغرب كمدن طنجة و تطوان و مكناس و فاس و حتى الدارالبيضاء و في السياق ذاته صرح الحاج طاهر بولنوار للمسار العربي عن تهريب ما يقارب 500 ألف رأس سنويا إلى البلدان الحدودية المجاورة و الذي يشكل عددا كبيرا يهدد الاقتصاد الوطني الأمر الذي يستدعي بذل الدولي لمجهودات كبيرة لإيقاف مشكل التهريب الذي يهدد الاقتصاد الوطني . كما أكد محدثنا عن توافر ما يقارب 5 ملايين رأس ماشية على مستوى مختلف الأسواق الجزائرية في حين نسبة الطلب لدى الجزائريين في كل عام لا تتجاوز 3 ملايين و نصف طلب أي أن الأضحية ستكون متوفرة و بكمية لاباس بها خلال هذا العيد . سعر الأضحية يفوق أجرة العامل البسيط و فيما يخص الأسعار المتعلقة بمختلف رؤوس الماشية لاسيما منها الأغنام و التي يكثر عليها الطلب في عيد الأضحى المبارك فان سعرها الأدنى يفوق أجرة الشهر لعامل واحد في حين تبقى الأضحية بعيدة عن متناول الفقراء الذين اعتادوا اقتناء بعض الخرفان أو النعاج أو الماعز حيث سعر الرأس الواحدة يتعدى 20الف ليصل إلى 50 ألف دينار كما كشف بولنوار أن مشكلا واحدا يواجه سوق الأغنام هذه السنة و هو وزن الأضحية الذي ينقص عدد رؤوس الأغنام في الأسواق مشيرا إلى أن عددها لا يتعدى 20 مليون رأس بمعنى أن وزن الأضحية يجب أن يكون في حدود 40 و 50 كلغ في حين خلال السنوات الأخيرة أصبحت تباع الأضحية بوزن في حدود 30 و 35 كلغ هذا في المتوسط مع إمكانية بيع الأقل وزنا و هذا نتيجة ارتفاع الأسعار الذي يلهب جيوب المواطن الجزائري الذي أصبح يفضل شراء الخرفان الصغار ذات الوزن الصغير و التي تكون بالطبع ذات سعر ضئيل يلائم قدرته الشرائية . أما عن سبب ارتفاع أسعار الأضاحي الذي تشهده من سنة إلى أخرى فقد أكد محدثنا انه يعود إلى أن الإنتاج الوطني غير كافي رغم أن الجزائر تملك كل الإمكانيات اللازمة لوضع برامج مناسبة لتربية المواشي و إنتاج اللحوم عوض تلك المعتمدة منذ سنوات عدة و لم تنجح لحد الساعة و الدليل على ذلك عدم تزحزح العدد الإجمالي لرؤوس الماشية عن 20 مليون رأس و أن كانت هناك زيادة فتذهب مع أعياد الأضحى التي تقترن مع مواسم الحج التي يكثر فيها الطلب على اللحوم و الذبائح. مع كل عيد جديد عادات تندثر تستمر الاحتفالات بالعيد ثلاثة أيام، وتتسم بعادات راسخة كزيارة الأهل والأقارب وتخصيص الفخذ لكل منهما، كما يحرص الجزائريون على إشاعة أعمال الخير، من خلال توزيع الأضاحي على الفقراء وأتى هذا السلوك المحمود ليتجاوز عثرات ألقت بظلالها على أعياد سابقة، حيث كادت تتلاشى مظاهر الكرم العفوي التي كانت سائدة في الماضي مثل تقاسم لحم الأضحية، وتمكين الكادحين من نصيب يُطلق عليه محليًا (الوزيعة) التي كان يتكفل الأثرياء والأعيان بالإنفاق عليها، مع الإشارة إلى أنّ فريقا من الميسورين يرتضون نحر عجول وأبقار، وتوزيع لحومها على المحرومين، وهو سلوك اتسع نطاقه ويكثر خاصة في منطقة القبائل في الجزائر ومن العادات المحبّبة إلى نفوس الجزائريين في عيد الأضحى كما عيد الفطر، اغتنام المناسبة لتبديد الكآبة ورسم السعادة، إضافة إلى التقارب وتوثيق العلاقات الاجتماعية وفك النزاعات وإقامة الصلح بين المتخاصمين، ما يحوّل العيد إلى محفل يغمر الكبير والصغير بالبهجة والحبور، ويسمح هذا التواد بإنتاج مشهد بانورامي خاص تندمج فيه فرحة ملايين الرجال والأطفال والنساء بأزيائهنّ التقليدية وأغلى ما تملكنّ من حلي من جهة أخرى أوضحت سيدة تتعدى الخامسة و الستون من العمر أن أكثر العادات اندثرت وبقيت بعض الأسر فقط تحافظ عليها كعادة ( المسلان) التي كانت بمثابة مسابقة بين النسوة و(الشاطرة) من تخرجه أولا فوق طبق الكسكسي، وتدعو الجيران والأهل وأضافت الحاجة زينب " في حين أن نساء اليوم يتسابقن إلى الحلاقات وتجميل أنفسهن كالعرائس بينما ينسين حق الضيوف، وحتى بعض الفقراء ممن لا يستطيعون شراء أضحية أصبحوا لا يقبلون ما يقدم لهم ن طرف عائلات أخرى من جيرانهم عكس الأعياد الماضية خلال السنوات القليلة التي مرت كان الجيران كالأسرة الواحدة يكفل الغني منهم الفقير و يستطعمون طعم العيد معا إلى درجة أنهم يحصلون على كميات من اللحم تفوق ما يحصل عليه المضحي عكس اليوم أين الجار لا يسأل عن جاره والأخ لا يهتم لأمر أخيه وروائح الشواء تنتشر والفقير يتحسر ولا أحد يحس به . في حين يخالف البعض الآخر هذا الرأي و يجد بعض العادات القديمة سيئة و مرهقة لربات البيوت كونها عبئ يضاف إلى كثرة الأشغال في عيد الأضحى، ومع ذلك هناك من العادات التي لا يمكن نسيانها كزيارة الوالدة وأم الزوج وتخصيص الفخذ لكل منهما . تقاليد سيئة كرّست انحرافًا ومثلما درج عليه قطاع من الجزائريين، باتت العديد من مناطق البلاد تعرف عشية العيد وفي مجمل أيامه تنظيم دورات لنطاح الكباش، ويتم إجراء (منازلات) بين كباش ذات أحجام كبيرة وقرون بارزة لا يقلّ ثمنها عادة عن المئتي ألف دينار ويقول أصحابها أنها "كباش المصارعة"، هذه الأخيرة تشترى بهدف المشاركة في المبارزات، وليس بهدف نحرها تطبيقًا للسنة النبوية، حيث يتم تمرين هذا النوع من الكباش، خصيصًا للنطاح بقصد المراهنة وربح المال، علمًا أنّ هذا الفعل يتسبب في فقدان الأضحية لقيمتها الشرعية خاصة إذا أصابها عيب ككسر بالقرن أو ثقب بالعين...الخ فلا تصبح جائزة للتضحية".. ويعتبر رجال دين ومختصون في علم الاجتماع، هذا السلوك "دخيلا" على عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، ويحذرون من أثره على أذهان الأجيال الناشئة، وما قد يكرسه من فهم سيئ وخاطئ بعيد عن المعنى الحقيقي لعيد الأضحى والأضحية. وبعدما كانت أضحية العيد وسيلة للتقرب من الله وشعيرة من شعائر الدين، صارت عنوانًا لدى البعض للإمعان في "التحريش بين الكباش"، وتحول الأمر برمته إلى لعبة للتسلية والتباهي بين الناس، بينما ارتضاه فريق كوسيلة "قمار". أطباق لها شعبيتها تتفنن ربات البيوت في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ الجزائري في هذا العيد مثل (الشخشوخة) و(البكبوكة) ولا يمر العيد دونهما، ويتذوق جميع أفراد الأسر أطباقًا تبرع النسوة في طهيها وتزيينها بمختلف بهارات الذبيحة، على غرار أكلة (قصعة المسلان) تمامًا مثل أطباق أخرى لا تقل دسامة، على غرار (البركوكس) وهو نوع من العجائن المشابهة للكسكسي لكنه خشن جدا، فضلاً عن (العصبان) وهو طبق محشي باللحم والكرشة، ناهيك عن (شطيطحة بوزلوف) و(الرشتة) و(الكسكسي باللحم). كما تحظى أكلة (البولفاف) وهي عبارة عن قطع صغيرة من الكبد المشوي الملفوفة بالشحوم، بسمعة خاصة تسيل لعاب الكثير، فيما يلجأ الرجال الذي يمتهنون الطهي في هذه المناسبة إلى تحمير الخروف بأكمله دون تقطيعه، ويقوم بهذا قلة من الأسر الجزائرية.