أكد الإعلامي التونسي ماهر عبد الرحمان أمس الأحد بالجزائر العاصمة بمناسبة تنظيم ملتقى السمعي البصري أن نجاح إصلاح مؤسسات الإعلام العمومي في إطار تعددي مرهون بمدى تقبل هذه المؤسسات بأنها ملك للشعب داعيا إياها أن تكون "في خدمته و ليس في خدمة السلطة". و في عرض له حول "إصلاح مؤسسات الإعلام العمومي" قال عبد الرحمن أنه "لإنجاح أية محاولة في إطار تعددي ينبغي أن تكوم الرغبة نابعة من قناعة أن أي مؤسسة إعلام عمومية هي ملك للشعب ويجب أن تكون في خدمته وليس في خدمة السلطة". وأشار في ذات السياق الى أنه "لا يمكن لأي طرف أن يتوقع النجاح في إرساء إدارة متطورة بنقل أية تجربة عن طرف آخر ومحاولة تطبيقها". ولدى تطرقه الى تجربة بلاده في المجال السمعي البصري ذكر المحاضر أنها قامت بالفصل بين مؤسستي الإذاعة والتلفزيون لكن --كما قال-- بقيت مؤسسة التلفزيون "خاضعة لإشراف وزارة الاتصال و رئاسة الحكومة". وأضاف الإعلامي التونسي أن القنوات الخاصة العربية بدأت في البث بتأخير يقارب الثلاثين عاما "لكن بالرغم من ذلك حقق البعض منها نجاحا يفوق بأشواط كبيرة, سواء من حيث نسب المشاهدة أو المداخيل الإعلانية, ما تحققه القنوات العمومية مجتمعة". وأوضح أن القنوات العمومية "ظلت تعتمد على أنظمة تسيير رهينة الإدارة الحكومية بما يعتريها من بيروقراطية وعدم القدرة على مواكبة التطور المسجل في مجال تكنولوجيات البث والانتاج". كما تطرق إلى أزمة الكفاءات التي تعاني منها هذه القنوات الإعلامية مما يجعلها --مثلما قال-- "غير قادرة على مجاراة متطلبات الإعلام المتطور وذلك لعدم المعرفة بأخلاقيات المهنة وغياب مدونة السلوك".