من غرائب نواب الشعب أن يستقيل أحد نوابه ويترك مقعده في " بر الأمان" بكل ما فيه من امتيازات، وتحفيزات، بينما يتشبث " البقارة" والحلاقات بالمنصب إلى آخر رمق، ولأن النائب الدكتور المستقيل الذي وجد نفسه مخيرا بين " بر آمانه" في الغرفة السفلى وبين وظيفته كدكتور وباحث، فقد اختار مكانه الطبيعي ووجد أن مكانه المناسب هو المخابر في الجامعة وطلبته وتحصيل العلم وتكوين الأجيال، وأدرك أنه من منصبه كدكتور في الجامعة يمكن أن يقدم الكثير أكثر مما يقدمه وهو نائب في البرلمان يرفع يده زورا ويخفضها باطلا، لكن الحلاقات والبقارة و الأشكال التي تشبههم وجدوا أن مكانهم الطبيعي هو " بر الأمان" ، لأنه لو كان عندنا برلمان وفيه نوابا حقيقيون لما تشبث البقارة بالمقعد، وفضلوا ممارسة عملهم الطبيعي والرجوع إلى أصولهم ويعودون إلى الفضيلة، ولكن لأن الرجوع إلى الأصل صار رذيلة فإنه من "ثامن" المستحيلات أن يعود البقار الذي كان يبرح بحصيلة اليوم في الكبريهات المنحطة والمطموسة النجوم إلى أصله ويترك كباريهات منوجمة ويبرح في خاطر الحلاقات الجدد في " بر الأمان"، ومن " تاسع" المستحيلات أن تعود "المتعودات ديما " إلى أصولهن لأن المستوى الذي هن فيه رفيع جدا على الأقل في مادياته ولكن في مضمونه وشخصياتهن سيكن كما كن ولن يتغير فيهن شيئا، الغريب والعجيب والمبكي والمضحك والمثير أن " مدام دليلة" والبقارة" سيشرعون للدكتور المستقيل، وعيش تشوف