من غرائب الأحزاب ال 15 او 16 او ما يسمى الجبهة الشعبية لحماية الديمقراطية هو دعوتهم لإنشاء برلمان " شعبي" موازي للبرلمان الذي افتتحت دورته الأولى أول أمس، ولكن الأغرب من هذا كله أن بعض الأحزاب التي لها بعض الكراسي في الغرفة السفلى تدعو لإنشاء برلمانا موازيا وفي الوقت ذاته لا تريد أن تترك مقاعدها في البرلمان الرسمي، ولا أعرف كيف يمكن أن نسمي مثل هذه المعادلة، ناس يرفضون البرلمان الرسمي الحالي ولكنهم لا يتنازلون على مقاعدهم فيه، ويريدون أن يشكلوا برلمانا شعبيا، فهل بهذا الشكل سيتبعهم الشعب؟ وكأن هذا الشعب قرابة 38 مليون مجرد أطفال يمكن شرائهم بالحلوى، إن كنتم فعلا جادين في هذا المسعى قدموا استقالة نوابكم من المجلس ثم برهنوا على أفكاركم، ولكن أن "تبكوا مع الراعي وتاكلوا مع الذيب" فهذه صفة المنافقين، لأن المنطق يقول إما أن تكون سالبا أو موجبا إما اسود أو ابيض فلا يوجد مكان في الوسط ولا يوجد مكان في اللون الرمادي، ولعل أكره ما يكرهه الشعب هو التلون، والحقيقة الأخرى أن هؤلاء الذين يريدون انشاء برلمانا موازيا لا يمكن ان يستقيل نوابهم ، لأنه ببساطة الهدف من ترشح هؤلاء هو ما يدره " بر الأمان" من امتيازات، وليس من المعقول أن يستقيل نواب لمجرد عيون الشعب، لأن الشعب يأتي في آخر الاهتمام، وأول الإهتمام هي الحصانة والراتب والامتيازات والباقي كله "يروح للواد " حتى البرلمان الشعبي ، لذا ما يحدث هو تهريج لا أكثر ولا اقل .