هي مجرد يوم افتتاحي اشتغله النواب الجدد، وتعرفوا على اروقة " بر أمانهم" ومقاعدهم، ومداخل ومخارج المجلس، وكذا المراحيض، والمطعم، ثم انفضوا من حول الناس نحو عطلة صيفية سعيدة، هل يوجد أروع وأجمل من أن تشتغل يوما ثم تخرج لعطلة صيفية سنوية ؟ لهذا يحب الناس والكثير من الكسالى " بر الأمان" ويدفعون فيه " دم فوادهم" من أجل الظفر بعهدة تدوم خمس من السنوات في عطلة مفتوحة بأجر وعلاوات ثابته لا تتغير، وسيدخل النواب في افتتاح الدورة الخريفية القادمة لجلسات بأكثر قوة ونشاط يرفعون الأيدي بسرعة ويخفضونها بسرعة بعدما استفادوا من عطلة قضوها في السباحة والركض الصباحي ليس في السعي من أجل مصالح الناس ولكن في بلدان أخرى من طائرة إلى طائرة، فمن يدري الحياة قصيرة وقد يحل " بر أمانهم" ويحالون إلى بر لا أحد يعرف مستقره، لذا الرهط في المجلس يستغلون كل ثانية وكل جزء منها خلال هذه الخمس سنون السمان بالنسبة لهم والعجاف بالنسبة لمن انتخبهم في عطلة وعطلة تضمن عطلة، وستلاحظون في الجلسات عدد الغيابات التي يسجلها رئيس الغرفة السفلى في حق النواب حتى في القرارات المصيرية التي تخص الأمة، فقط لأن الرهط، يعتقدون أن وجودهم في " بر الأمان" هي عطلة لمدة خمس سنوات مدفوعة الأجر و الأتوات، هي هكذا حكاية النواب ملخصة من عطلة إلى عطلة في انتظار أعطال أخرى تصيب الأمة.