مازالت معاناة سكان أحياء بلدية حد الصحاري المتواجدة على بعد 100كلم شرق عاصمة ولاية الجلفة والتي يزيد سكانها عن 80 ألف نسمة حسب آخر الإحصائيات متواصلة مع العديد من النقائص والمشاكل كانعدام كلي لمختلف المرافق الضرورية وهو ما جعلهم يعيشون ظروف صعبة مبدين تدمرهم ازاء تماطل السلطات المحلية في الاستجابة لانشغالاتهم المرتبطة بحياتهم اليومية فلا يزال الحرمان والعزلة تختصر يوميات سكانها نتيجة لانعدام التنمية التي لم تستفد منها المدينة . وحالة بيئية كارثية تسودها الفوضى و الإهمال نتيجة غياب التهيئة فيها حيث كشفت الأمطار الأخيرة التي تساقطت في المنطقة عن عيوب أحيائها التي تعرف كثرة البرك المائية و انتشار الأوحال إضافة إلى الأوساخ و النفايات المترامية يطرق عشوائية في كل مكان . حيث صرح العديد من المواطنين الذين التقتهم للمسار العربي خلال جولتها الميدانية للبلدية عن استيائهم و سخطهم الشديدين على السلطات المحلية و الولائية على حد سواء التي لم تكلف نفسها سوى بالوعود المتكررة التي تمطرهم بها في المناسبات والحملات الانتخابية على حد قولهم . وأول فئة متضررة من هذا الإهمال والعزلة هي فئة الشباب والتي تشكل نسبة 85 بالمائة من سكان المنطقة خاصة خريجي المعاهد و الجامعات الذين يصارعون البطالة التي قضت على طموحاتهم و أمالهم وأحلامهم التي كانوا يحلمون بها في أيام الدراسة ، حيث لا يجد هؤلاء الشباب سوى المقاهي للترفيه عن مشاكلهم اليومية أمام غياب فضاءات شبانية .ومازاد من استياء السكان هي الحالة التي ألت إليها أحيائهم التي جراء انعدام ادني مظاهر التهيئة الحضرية ، وخلال معاينتنا لبعض الأحياء و الشوارع التي تزامنت مع تساقط الأمطار الأخيرة حجم المعاناة اليومية التي يكابدها المواطن البسيط في هاته الأحياء الشعبية وأول شئ يلفت انتباهك هي البرك المائية المنتشرة في كل الأرجاء بالإضافة إلى الأوحال الكثيرة التي تعرقل سير المركبات و الراجلين على حد سواء والأحياء الأكثر تضررا و التي تنعدم بها التهيئة حي عقبة بن نافع حي هواري بومدين و حي العقيد لطفي و حي علي بومنجل و غيرها من الأحياء التي تعاني أوضاع متدهورة ، حيث صرح لنا احد قاطني حي علي بومنجل أن السلطات المحلية لم تخصص الكثير من المشاريع التنموية لإعادة تهيئة أحيائهم التي تعرف اهتراءا كبيرا حيث أشار إلى أن البلدية لم تقم باي تهيئة للطرق و الأرصفة و الساحات هذا الأمر الذي أدى إلى انتشار الأتربة التي تتحول إلى أوحال في فصل الشتاء و غبار في فصل الصيف ناهيك عن الأخطار الصحية الناجمة عنها و التي تهدد صحة المواطنين و قد اكد سكان حي الهواري بومدين أن حيهم هو الأكثر تضررا كونه يعرف بحسبهم إهمالا كبيرا نتيجة الانتشار الكبير للأوحال خصوصا و أن هذا الحي عبارة عن تجزئة ولم يخف سكان هذا الحي ان أطفالهم يضطرون إلى لبس الأكياس البلاستيكية لأرجلهم حين يذهبون إلى المدرسة كي لا يتلطخوا بالاوحال و في نفس السياق أكدوا أنهم رفعوا عدة مراسلات للمسؤولين المحليين يطالبون فيها بضرورة تهيئة حيهم . كما جدد السكان مطالبهم و عبر المسار العربي بضرورة تدخل السلطات المحلية من اجل إعادة النظر في المنطقة و إخراجها من العزلة التي حاصرتهم طيلة إقامتهم بها و ذلك برمجة مشاريع تنموية من شانها رفع الغبن على السكان و إعطاء الوجه الحضاري للمدينة والقضاء على البطالة.