اعتبر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أمس الأربعاء أن استضافة البرلمان للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "فرصة مواتية للإعلان عن انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين". وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها بن صالح بمناسبة افتتاح دورة غير عادية للبرلمان خصصت لوضع نظامه الداخلي والمصادقة عليه تمهيدا لجلسة اليوم الخميس التي سيلقى خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خطابا أمام ممثلي الأمة. و أوضح بن صالح أن هذا اللقاء " بقدر ما هو مناسبة لتبليغ الرسائل السياسية حول القضايا التي تحظى باهتمام مشترك بين الشعبين والبلدين فانه يعد تأكيدا وفرصة مواتية للإعلان عن انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات بين بلدينا". و أبرز أن استقبال ممثلي الشعب و الأمة للرئيس الفرنسي يعود لشخصه" رجلا يريد حقا فتح صفحة جديدة من التعاون مع بلدنا" مضيفا أن هذه العلاقات تريدها (الجزائر) " أن تكون قائمة على أساس الاحترام و المصلحة المتقاسمة بين الطرفين (...) علاقات تقوم على قاعدة التساوي المربح للجانبين". وحسب اعتقاده فإن إيلاء هذه المناسبة الاهتمام الذي تستحقه سيعد من دون شك رسالة واضحة يبعث بها البرلمان و يعبر فيها عن دعمه لكافة الجهود التي و صفها ب " المخلصة و الرامية إلى تطوير العلاقات ما بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الجزائري و الفرنسي". وأضاف أن هذا الاستقبال يأتي " تقديرا لرجل كانت له باستمرار نظرة إيجابية عن بلدنا و مواقف إنسانية وعادلة عبر عنها تجاه جاليتينا المقيمة في فرنسا " مؤكدا أن هذه المواقف " عكست إدراكه و تقديره لمساهمة تلك الجالية في ازدهار فرنسا و توسيع نطاق إشعاعها عبر العالم ناهيك عن الدور الإيجابي الذي تقوم به في نطاق التقارب ما بين الجزائر و فرنسا". الرئيس هولاند كان قد صرح بان "الجمهورية تعترف بكل وعي" بالمجازر التي تعرض لها الجزائريون في 17 اكتوبر 1961 و حيا بالمناسبة روح ضحايا القمع الدموي للشرطة وهذا مناسبة الذكرى 51 لهذه الأحداث. وأشار بن صالح إلى أن استقبال الرئيس الفرنسي الذي وصفه " بالضيف الكبير " بالحفاوة و الترحاب اللائقين به هو "تكريم خاص للرجل و احترام لشعبه من طرف ممثلي الأمة" . واعتبر أن هذا اللقاء "يعد فرصة لتبليغ رسالته (هولاند) إلى الشعب الجزائري عبر ممثليه". و ذكر بأن الرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد سبق له أن توجه أمام البرلمان الفرنسي بخطاب هام و تاريخي سنة 2000 ضمنه باسم الجزائر رسائل هامة إلى الشعب الفرنسي "رسائل كان لها أبلغ الأثر في تحسين علاقات البلدين".