أعرب الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، عن تفاؤل حذر بشأن عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وأضاف، أن هذا الصراع هو السبب الرئيسي لانعدام الاستقرار في المنطقة. وعن الوضع في سوريا، قال الملك عبد الله، في مقابلة مع مجلة «لونوفيل أوبزرفاتور» الفرنسية، إنه لا يرجح من الناحية العسكرية سقوط النظام السوري بعد، ولكنه أشار إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي يعني النهاية لأي نظام حتى لو توفرت له القدرة العسكرية. وأضاف الملك عبد الله، في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الأنباء الأردنية، أمس السبت، أنه يرى خطرا كبيرا متمثلا في حلول السلطة الدينية محل السلطة العلمانية بعد الثورات العربية التي شهدتها بعض الدول العربية خلال العامين الماضيين. وعن عملية السلام، قال الملك عبد الله: "أنا متفائل بحذر، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو السبب الرئيسي لانعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، ويعد إيجاد حل لهذا الصراع الأولوية الأولى في السياسة الخارجية الأردنية. وتابع: "وأنا أرى بوضوح وجود فرصة للوصول إلى حل للصراع لا يمكننا أن نفوتها من جديد، وسوف تبرز هذه الفرصة ابتداء من الشهر القادم بعد الانتهاء من تسلم الرئيس أوباما لسلطاته في فترته الرئاسية الثانية وإجراء الانتخابات الإسرائيلية." وأضاف العاهل الأردني، في رد على سؤال بشأن قدرة النظام السوري على الصمود: "من الناحية العسكرية لا أرجح سقوط النظام السوري بعد، ولكن يمكن للمرء أن ينظر أيضا للأمر من زاوية اقتصادية، من حيث احتياطيات البنك المركزي، والقدرة على توفير المواد الغذائية ومشتقات الوقود، فعندما ينفد المال والغذاء والوقود من نظام ما فتلك هي النهاية حتى لو توفرت له إمكانيات عسكرية قوية." وعن الثورات العربية، قال العاهل الأردني: "عندما أنظر الآن إلى المنطقة عموما أرى خطرا كبيرا متمثلا في حلول السلطوية الدينية مكان السلطوية العلمانية، فعندما تتراجع حقوق النساء وتخشى الأقليات والمسيحيون وغيرهم على مستقبلهم، وعندما تقوض التعددية فهذه ليست ديمقراطية". واستطرد: "أمامنا الكثير من العمل الشاق لنضمن أنه عندما ننظر إلى الخلف يوما ما وحين تستقر الأحوال بعد خمس أو عشر سنوات أن نقول إن الربيع العربي قد جلب معه بالفعل حياة أفضل وعدلا وكرامة وفرصاً أكثر لشعوب العالم العربي." وقال العاهل الأردني، في رد على سؤال عما إذا كان يشعر بقلق من فوز حركة الإخوان المسلمين في بعض هذه الدول: "أعتقد أن الإخوان المسلمين فازوا في هذه البلدان لأنهم كانوا أكثر تنظيما ولهم شبكات اجتماعية - اقتصادية عريقة ومجربة في العديد من المجتمعات. وأضاف: "ما يقلقني ليس فوز الإخوان في الانتخابات، وهذا حق لأي طرف، لأن الناخبين في نهاية المطاف سيحكمون على أدائهم وعلى قدرتهم على إيجاد فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي وإدخال وإدامة الإصلاحات الديمقراطية، لكن ما أخشاه هو احتمالية تقويض التعددية ومبدأ تداول السلطة عندما تفوز جماعة ما في الانتخابات ثم تستخدم سلطتها لتغيير قوانين اللعبة لصالحها وتبقى في السلطة حتى بعد أن تفقد شعبيتها وشرعيتها."