يسلط إعلان الأردن أنه أحبط مؤامرة للقاعدة لتنفيذ تفجيرات في العاصمة الضوء على ما يمثله المقاتلون الإسلاميون الذين شحذ الصراع في سوريا عزائمهم واحتمال أن تسعى دمشق لتصدير أزمتها من خطر على البلاد. والاضطرابات ليست بالشيء الغريب على المملكة فقد استطاعت على مدى عقود التعامل مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على حدودها الغربية ثم مع العنف في العراق إلى الشرق والذي امتد إلى الأردن بوقوع تفجيرات استهدفت فنادق في عمان قبل سبعة أعوام. لكن الحرب الأهلية السورية قد تمثل أخطر تهديد للعاهل الأردني الملك عبد الله سواء نجح مقاتلو المعارضة السورية في الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد أو لم ينجحوا. ويقول ساسة أردنيون إن من شأن الإطاحة بالأسد على ايدي مقاتلين سنة أن يشجع الإسلاميين السنة المتشددين في الأردن في حين قد يحاول الأسد -الذي ما زال يقاتل برغم ما اعتراه من ضعف - أن يتفادى الضغوط من خلال تصدير الصراع إلى جيرانه. ويقول محمد الخرابشة وهو سياسي بارز له معرفة بمجال المخابرات إن دور سوريا في السماح لمقاتلي القاعدة بالتوجه إلى العراق بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 زاد المخاوف بشأن احتمال ان تحاول دمشق القيام بالأمر نفسه في الأردن. قال الخرابشة وهو عضو في البرلمان الأردني الذي حل أخيرا إن النظام السوري لن يألو جهدا لزعزعة استقرار الأردن ومصمم على تصدير ازمته الى الدول المجاورة لزعزعة أمنها. في أوج العنف في العراق أخلت دمشق سجونها من كثير من الإسلاميين المتشددين وسمحت لهم بعبور الحدود لقتال القوات الغربية. وأتاح ذلك لحكومة الأسد العلمانية التخلص من معارضين إسلاميين محليين على الاقل مؤقتا والضغط بشكل غير مباشر على قوات أعدائها الأمريكيين. عاد هؤلاء المتشددون إلى سوريا لمحاربة الأسد وانضم اليهم إسلاميون من الأردن. قال الخرابشة إن الحكومة السورية قد تحاول من جديد استغلال القاعدة في كفاحها من اجل البقاء. وأضاف انهما خطران محدقان وقد تتلاقى مصالحهما بسهولة لزعزعة استقرار الأردن. أضاف أن عشرات السوريين اعتقلوا في الأشهر الاخيرة بعد قيامهم بجمع معلومات وأعمال تحريض في مخيم الزعتري بالأردن الذي يضم عشرات الالاف من السوريين الذين فروا من بلادهم. في 21 أكتوبر تشرين الأول ذكر التلفزيون الرسمي الأردني ان اجهزة المخابرات أحبطت مؤامرة لخلية مرتبطة بالقاعدة لتفجير مراكز تجارية واغتيال دبلوماسيين غربيين في عمان باستخدام أسلحة ومتفجرات مهربة من سوريا. رغم أن البعض عبروا عن تشككهم في مدى الخطر الذي يمثله 11 شخصا يشتبه في انتمائهم للقاعدة اعتقلوا في هذه العملية - وبينهم شبان وطلاب صغار - فلا خلاف يذكر على أن الصراع في سوريا شحذ عزيمة الجهاديين الأردنيين. وقد دعا الأردن الأسد إلى التنحي إلا انه يحاول أن يكون على وئام مع السلطات السورية خشية ان يؤدي اي تدخل صريح إلى احياء التوتر مع دمشق. وكان التوتر بين الجانبين قد بلغ ذروته في عام 1981 عندما اتهمت سوريا بالمسؤولية عن محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الوزراء الأردني انذاك واوى الأردن الاخوان المسلمين السوريين