أعرب الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن عن تفاؤل حذر بشأن عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وأضاف ان هذا الصراع هو السبب الرئيس لانعدام الاستقرار في المنطقة. وعن الوضع في سوريا قال الملك عبد الله في مقابلة مع مجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية انه لا يرجح من الناحية العسكرية سقوط النظام السوري بعد ولكنه أشار إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي يعني النهاية لأي نظام حتى لو توفرت له القدرة العسكرية. وأضاف الملك عبد الله في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الأنباء الاردنية، السبت، انه يرى خطرا كبيرا متمثلا في حلول السلطة الدينية محل السلطة العلمانية بعد الثورات العربية التي شهدتها بعض الدول العربية خلال العامين الماضيين. وقال الملك عبد الله عن عملية السلام "أنا متفائل بحذر، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو السبب الرئيس لانعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها ويعد إيجاد حل لهذا الصراع الأولوية الأولى في السياسة الخارجية الأردنية. وأضاف العاهل الاردني في رد على سؤال بشأن قدرة النظام السوري على الصمود "من الناحية العسكرية لا أرجح سقوط النظام السوري بعد ولكن يمكن للمرء أن ينظر أيضا للأمر من زاوية اقتصادية من حيث احتياطيات البنك المركزي والقدرة على توفير المواد الغذائية ومشتقات الوقود فعندما ينفد المال والغذاء والوقود من نظام ما فتلك هي النهاية حتى لو توفرت له إمكانيات عسكرية قوية." وعن الثورات العربية قال العاهل الأردني "عندما أنظر الآن إلى المنطقة عموما أرى خطرا كبيرا متمثلا في حلول السلطوية الدينية مكان السلطوية العلمانية فعندما تتراجع حقوق النساء وتخشى الأقليات والمسيحيون وغيرهم على مستقبلهم وعندما تقوض التعددية فهذه ليست ديمقراطية. وقال العاهل الاردني في رد على سؤال عما إذا كان يشعر بقلق من فوز حركة الإخوان المسلمين في بعض هذه الدول "أعتقد أن الإخوان المسلمين فازوا في هذه البلدان لأنهم كانوا أكثر تنظيما ولهم شبكات اجتماعية - اقتصادية عريقة ومجربة في العديد من المجتمعات. "ما يقلقني ليس فوز الإخوان في الانتخابات وهذا حق لأي طرف لأن الناخبين في نهاية المطاف سيحكمون على أدائهم وعلى قدرتهم على إيجاد فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي وإدخال وإدامة الإصلاحات الديمقراطية لكن ما أخشاه هو احتمالية تقويض التعددية ومبدأ تداول السلطة عندما تفوز جماعة ما في الانتخابات ثم تستخدم سلطتها لتغيير قوانين اللعبة لصالحها وتبقى في السلطة حتى بعد أن تفقد شعبيتها وشرعيتها."