الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة ، والتي ساهمت في تجاوز آثار الحصار الإسرائيلي على غزة، ليست حالة طبيعية كما يصفها الفلسطينيون، بل حالة طارئة ومؤقتة، وإن كانت مصر قد غضت الطرف عنها قبل الثورة وبعدها، إلا أن السعي لتدمير الأنفاق لم يتوقف ومؤخرا نجحت مصر في تقليص عدد الأنفاق عن طريق إغراقها بالمياه. اما كيفية تدمير كل هذا العدد الكبير من الأنفاق، فكانت بإغراق المنطقة الحدودية بمياه عذبة من آبار حفرت خصيصا ومياه الصرف الصحي، مما يساهم في انهيار الأنفاق، غير أن هناك أنفاقا لن تمس، منها الأنفاق التي يتم إدخال الوقود منها. يذكر ان مقتل الجنود المصرين في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة شكل تحولا في الموقف المصري. وتدمير الأنفاق في غياب البديل يترك آثاره الكارثية بتفاقم حالة الفقر والبطالة في المجتمع الغزي، لأن تجارة الأنفاق ساهمت نوعا ما في استيعاب الآلاف من الأيدي العاملة. ويعتقد مراقبون أن جدية تدمير الأنفاق مؤشر على إمكانية توفير البديل المتمثل بإنشاء منطقة تجارية حرة.