عرض الفيلم الجديد للمخرج علي موزاوي"الكاذب" الأربعاء أمام الصحافيين بقاعة ابن زيدون بالجزائرالعاصمة بحضور المخرج واحد الممثلين و ذلك قبيل العرض الأولي. ويحاول المخرج علي موزاوي في هذا العمل الجديد الذي ساهمت في إنتاجه في حدود 40 بالمائة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي "لارك" و مؤسسة" سيتل ايماج" تسليط عين الكاميرا على مشكل التذمر الذي يعيشه الشباب وسط أوضاع اجتماعية تحول دون تحقيق طموحاتهم و أحلامهم . تتوغل كاميرا موزاوي الذي وقع أيضا سيناريو الفيلم الناطق بالامازيغية في عالم هؤلاء الشباب من خلال قصة مجاهد ( سي لحسن ) حبيس كرسي متحرك و شبح زوجته التي توفت منذ سنين ومنفذه الوحيد على العالم الخارجي ابنته الوحيدة "ليلى" المعلمة جميلة ذات الأخلاق . عبرعيون ليلى الجميلة تنتقل الكاميرا من بيت سي لحسن الهادئ إلى أهوال العالم الخارجي لتكشف عن أحوال و قضايا الإجرام و المخدرات من خلال نماذج بشرية تختلف في علاقتها بهذه السموم بين متاجر و مستهلك . على مدى أكثر من 124 دقيقة تتجول الكاميرا بين الشخوص و الأماكن فمن منطقة القبائل التي تجري بها معظم الأحداث تنتقل إلى مناطق أخرى خلف مسالك تجار المخدرات . تطور أحداث الفيلم على وقع قصة حب بين ليلى وعبد الرحمان آو "الكاذب" الذي يلجا هروبا من واقعه المر إلى الكذب والنفاق بحثا عن المال و مستقبل أفضل إلا أن البداية الواعدة و الحوار المشوق و الشاعري باللغة الامازيغة سرعان ما يترك المجال إلى مشاهد مثقلة بالحوار و تكدس الأحداث في مواقف تخلصها نظرة أو كلمة واحدة . مع تطور الأحداث و تشابكها بدت الأمور و كأنها تهرب من المخرج الذي ارد في عمل واحدة طرح و فسر كل شي مما حرم المشاهد من اللجوء إلى خياله في قراءته للأمور . كما أعاب البعض على المخرج خلال النقاش الذي تلا العرض الإطالة في بعض المشاهد خاصة الأخيرة حيث كان من الممكن أن تنتهي القصة عند جريمة القتل والحرق التي ذهب ضحيتها "شركاء " عبد الرحمان خاصة و أن محاولة هذا الأخير إنقاذهما تنم عن نية التوبة لديه . و بدت شخصية الفنان التشكيلي و زوجته "المشوهة" مقحمة ودورها في القصة غير واضح إضافة إلى كثرة تعثرات التقنية لاسيما في اللقطات التي تتطلب الحركية مثل المطاردة و العراك . قللت هذه الأخطاء من جمالية الفيلم و انسجام القصة رغم الأداء الحسن للممثلين خاصة الشباب الذين يقفون لأول مرة أمام الكاميرا مثل شريف ازرو (عبد الرحمان ) و ياسمينة بوخليفة (ليلى)و فريد شرشاري (مجيد) و هشام مغريش في دور "ميغو" إضافة إلى الأداء المميز للممثل ارسلان في دور المجاهد رغم ضيق مجال تحرك الشخصية . و صرح المخرج موزاوي خلال النقاش أن هذا الفيلم أنتج بميزانية صغيرة مقارنة بأعمال استفادت من إمكانيات كبيرة و أوضح في رده بشان النقائص التي لوحظت في العمل قال "ليس هناك عملا متكاملا " . و أضاف انه قام بانجاز الفيلم رغم قلة الإمكانيات لان دوره كسينمائي هوصناعة الأفلام ولا يمكن انتظار سنوات أخرى لذلك. يذكر أن لعلي موزاوي عدة أعمال منها أشرطة وثائقية تلفزيونية مثل " أثار جروح" و "الدا المولود" عن حياة مولود معمري و فيلم "بداية الموسم " كما انج أعمال أخرى كمخرج مستقل مثل الفيلم الروائي " اميمزران " أو "أم الجدائل ".