احتضنت أمس، قاعة ابن زيدون، برياض الفتح، بالعاصمة، العرض الشرفي الأول، للفيلم الطويل ”الكاذب”، المنتج من قبل شركة ”سيتال إيماج” بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بحضور المخرج علي موزاوي والممثل زهير بوزرار، إضافة إلى عدد قليل من الإعلاميين. عاد علي موزاوي في هذا العمل المعروض بنسخته الأمازيغية والمنصص باللغة العربية، إلى رصد قصص متداخلة من الواقع الجزائري الذي لم يفارقه بؤس وشقاء الشباب من عدة نواح، كما لم يخل العمل من تسليط الضوء على دور بعض الآباء في أسرهم مكتفين فقط بالعيش في ذكريات الماضي وتغليب صوت الحكمة على طيش الشباب، في ظل واقع مرّ غلافه الكذب والمكر. فحاول المخرج طيلة 124 دقيقة، الحديث عن كل هذا رغم افتقار ثلة من المشاهد إلى تحليل وشرح أكثر، وهي سلبيات القصة، على غرار تصوير عملية جلب ”الكيف” من الغرب الجزائري بانعدام صور توضح كيفية حدوثه، وكذا الحالة الغامضة لوفاة ”مريم” دون أن يذكر أسبابها وغيرها، من خلال قصة حب لم تثمر، بسبب أساسها الهش الذي بنيت عليه، جمعت بين عبد الرحمان الذي يتاجر بالمخدرات لكن في النهاية يجد نفسه في السجن، وليلى المعلّمة بنت ”سي احسن” المجاهد بجيش التحرير والمتفهم الذي يعالج الأمور من منطلق تاريخي غير كاف لمجاراة ”وحشية” الواقع، ناهيك عن غياب سلطة الوالد ”سعيد” على ابنه عبد الرحمان. وبالمقابل يجسد المخرج الكرامة والأمل في شخصية ”مجيد” الفنان والابن الطيب الذي يحب زوجته ”مريم” التي تعاني من كابوس غير معروف أدى إلى انتحارها، كما يشير في جوانب أخرى من الفيلم إلى تفشي ظاهرة الاتجار بالمخدرات من طرف العصابات واستهلاكها بمنطقة القبائل التي كانت بها يوما ما غائبة في إسقاط منه على باقي مناطق الوطن دون استثناء.