يحتفل العالم كله في يوم الثامن مارس من كل عام، بعيد له نفحاته الخاصة، و له نكهته المتميزة، و له دلالاته و معانيه، إنه عيد المرأة الذي يرمز إلى مسيرة نضالها الطويل من شجاعة و إيمان، و تصميم على تأكيد حضورها على مسرح الأحداث، و كمثال نموذجي ارتأت يومية المسار العربي محاورة سيدة مثابرة عازمة على مساعدة فئة هي بأمس الحاجة الى الدعم و الاهتمام بها ، هي السيدة نادية بولقرون رئيسة جمعية ذو الاحتياجات الخاصة ببلدية الكاليتوس. السيدة نادية قارون بصفتك امرأة كسائر نساء العالم ماذا تقولين عن الثامن مارس؟ اليوم العالمي للمرأة مناسبة للاحتفال بالإنجازات التي حققتها المرأة و التطلع إلى الفرص المثيرة التي تنتظر النساء، و الاختيار هو مفتاح المستقبل الباهر، و ينبغي أن تتمتع النساء بحرية اختيار الدرب الذي يناسبهن، و هو درب ينأى بهن عن الأذى و يسمح لهن بالمضي قدما و تحقيق ذواتهن، كما انها مناسبة تحتفل بها المجموعات النسائية في جميع أنحاء العالم. هل ترين ان التحدي هو جزء من حياة المرأة الناجحة ؟ التحديات الكبرى التي تواجه المرأة الجزائرية في كل المجالات والميادين تفرض على الجميع أن يكون في مستوى الأداء اللائق بالمهمة الموكلة له لأن نجاح أي هيئة أو مؤسسة أو فئة مرهون بحسن إدارتها و قدرة آدائها و نجاعة خططها وهو ما يقتضي تجنيد كل الطاقات و الإمكانيات، و بصفتي كرئيسة لجمعية فئة ذو الاحتياجات الخاصة فإن الاحساس بالمسؤولية تجعلني اتحدى كل الصعاب التي تواجهني للاعتناء و الاهتمام بهذه الفئة و التي اثابر من اجلها و منحها كل ما تحتاج اليه من خلال تقديم الدعم المادي و المعنوي على حد سواء. اذا ما قورن عمل المرأة بالرجل هل تجدين ان المرأة تساهم الى حد بعيد في إصلاح الهياكل و القطاعات؟ نحن اليوم نؤكد العزم على بذل ما في الوسع لمتابعة تحقيق الإصلاحات في جميع الهياكل والقطاعات مواكبة للتطور الحاصل على أكثر من صعيد الى جانب الرجل، وترسيخا للقيم الوطنية النبيلة، وتعزيزا لبناء دولة الحق والقانون في ظل الحكم الراشد الذي تصان فيه الحريات، وتحفظ فيه حقوق الإنسان و يذاد فيه على حقوق المرأة والطفل وتدعم فيه الممارسة الديمقراطية الحقة و يقضى فيه على كل أشكال التطرف والتهميش والإقصاء، و التفريق بين المرأة و الرجل من حيث الكفاءة و القدرة و غيرها، بل هناك وعي كافي لتسخر فيه كل الطاقات والكفاءات لبناء الوطن دون تمييز في الجنس وتحقق فيه المساواة بين الجنسين و الذي ساهم بشكل كبير في فسح المجال للمرأة لتعبر عن إمكانياتها و تعرب عن قدراتها ولم تضع أمامها الحواجز والعراقيل بل شجعتها على اقتحام جميع مجالات العمل وتولي كل الوظائف وأتاحت لها فرص التعليم والتكوين والبحث وكرست لها حقوقا في الدستور و فسحت لها فرص المبادرة و الإبداع، وها هي اليوم في أعلى المراتب في أجهزة الدولة ومؤسساتها، و كربة بيت ناجحة و بانية أسرة موفقة وهي مساهمة بكل إخلاص في إعمار الوطن وحريصة كل الحرص على مستقبل أجياله. نظرة المجتمع للمرأة العصرية نرى اليوم المرأة تشارك الرجل في الحقوق في الكثير من القرارات السياسة التي من شأنها التأثير بالقرارات الدولية و تحتل المرأة اليوم أبرز المراكز االسياسية و الإجتماعية و بكافة الميادين و أثبتت المرأة أيضا حقها كالرجل في الدفاع عن الارض و الوطن، فالمرأة إنسان راشد، ورشدها دليل على النضج و القدرة على التمييز و ما هذا الا دليل على استقلال شخصيتها في اتخاذ القرارات التي تخص مصيرها ولا يسمح بإكراهها أو إلزامها أو ممارسة القهر عليها و يحترم كيانها و يحمي حرية اختيارها في بناء أسرتها ، فهي قد أثبتت قدرتها على التفوق بمجال عملها و روح المسؤولية فيها.