حملت مؤخرا العديد من الصحف الأمريكية والبريطانية في عناوين صفحاتها الرئيسية، خبر جريمة شنعاء ضد الإنسانية قام بها أحد إرهابيي ما يسمى بجبهة النصرة في سوريا، أين قام هدا الأخير بتقطيع جثة عسكري نظامي بالجيش العربي السوري، وانتزع أعضاء من جسده وألتهم قلبه في مشهد لا يرقى حتى إلى مستوى الحيوانية، وحاولت وسائل البريطانية إظهار المجرم على انه بطل وتبرير فعلته، في اطار غسل الأدمغة، والاستهتار بالعقل العربي الذي يستثمر كألة تدمير للبلدان العربية ولتنفيد المخطط الغربي الجهنمي. واقر الأرهابي السوري بقيامه بتقطيع جثة العسكري النظامي وانتزاع اعضاء من جسده ، زاعما ومبررا جريمته التي لا تبرر على انه اقدم على ذلك ردا على ارتكابات قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما صرح لمجلة اميركية. وكان حتى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ندد ب”العمل الوحشي” الذي اقدم عليه المقاتل، بينما طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش المعارضة بمنع عناصرها من ارتكاب افعال كهذه. وبرر المسمى خالد الحمد، وهو احد قادة كتيبة “عمر الفاروق” ويقاتل في منطقة القصير بمحافظة حمص، كما قدم نفسه لمجلة “تايم” الاميركية التي حاورته عبر سكايب، ما اقدم عليه بالقول “انتم لا ترون ماذا يفعلون بنا (في اشارة الى القوات النظامية) ولا تعيشون ما نعيشه. اين اخوتي، اصدقائي، بنات جيراني اللواتي اغتصبن؟”. ولعبت الصحيفة التي نقلت الحوار على وتر الطائفية بين السنة والشيعة لتأجيج الوضع حيث قالت: "...اوضح الحمد الذي قالت المجلة انه سني، انه اقدم على هذا العمل “بعدما عثر في موبايل الجندي الضحية على شريط مصور لامرأة وابنتيها عاريات ويتعرضن للاذلال حسب زعمه”. واضاف “آمل اننا سنذبحهم جميعا”، في اشارة الى (العلوية !!!) التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. وكشف الحمد انه يحتفظ بشريط آخر يقوم فيه بتقطيع جثة “جندي عربي سوري” ، مستخدما منشارا. واضاف “هم الذين قتلوا اولادنا واغتصبوا نساءنا في بابا عمرو” في مدينة حمص. “نحن لم نبدأ بذلك، هم بدأوا (…) شعارنا هو العين بالعين والسن بالسن”. ويظهر الشريط الذي يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، الرجل وهو يقطع جثة الجندي وينتزع احشاءه ويلتهم قلبه. واعتبر المنظمات الانسانية ما قام به الحمد “عمل وحشي لا يمت للانسانية بصلة”، ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش المعارضة المسلحة الى “ان يتخذا كل التدابير الضرورية لمحاسبة من يرتبكون جرائم حرب ولمنع اي شخص يتبع لهما من ارتكاب انتهاكات مماثلة”. والأكيد أن الألة الإعلامية الغربية حركت لتأجيج العنف وتبرير ما سيرتكب لاحقا من جرائم شنيعة، الأمر الذي ينبأ بخطر محدق وجريمة كبيرة ضد الإنسانية قد ترتكبه المعارضة المسلحة وجبهة النصرة الإرهابية، ووسائل الاعلام الغربية ستغطي التجاوزات وتحاول تبرير ما كشف منها على انها عمل بطولي.