الجامعة العربية تعلّق عضوية سوريا وتدعو إلى سحب السفراء من دمشق دمشق تدين وتقول أن القرار يجب أن يتخذ بالإجماع من طرف قمة للزعماء قرّرت الجامعة العربية أمس تعليق عضوية سوريا في الجامعة لحين قيامها بتنفيذ الخطة المقترحة من المنظمة العربية لحل الأزمة، كما دعت وزراء الخارجية العرب إلى سحب السفراء من دمشق. القرار غير المسبوق اتخذ بموافقة 18 دولة واعتراض كل من لبنان واليمن، وامتناع العراق، أعلنه وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الذي بدأ مساء الجمعة، كما دعت الجامعة من جهة أخرى الجيش السوري إلى وقف قمع المظاهرات، مهدّدة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على نظام بشار الأسد، وأكد وزير الخارجية القطري أن الدول العربية "لم تكن متخاذلة أو متأخرة" في اتخاذ قراراتها، موضحاً أنه كان لا بد من حدوث "إجماع عربي" لأهمية سوريا بالنسبة للعالم العربي والمجتمع الدولي. وفي أول رد فعل سوري على هذا القرار، وصف مندوب دمشق بالجامعة العربية يوسف أحمد القرار بأنه "انتهاك لميثاق الجامعة" مضيفا أنه "يخدم أجندة غربية وأمريكية"، و أن هذا التحرك لا يجوز اتخاذه -كما قال- إلا بالإجماع في اجتماع قمة للزعماء العرب . من جهة أخرى تستعد روسيا - في تطوّر لافت للأحداث- للقاء وفد من المجلس الوطني الذي شكلته المعارضة السورية في الخارج لأول مرة وعلى مستوى وزير الخارجية، ولو أن الهدف الذي أعلنته موسكو من هذا اللقاء هو محاولة إقناع المجلس بقبول الحوار مع دمشق.وكانت جمعة أول أمس التي أطلق عليها اسم "جمعة تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية"، قد شهدت مقتل 22 مدنيا على الأقل غالبيتهم في مدينة حمص، وذلك برصاص قوات الأمن خلال تفريق تظاهرات احتجاجية حاشدة، في وقت اتهمت فيه منظمة "هيومن رايتس ووتش" النظام السوري بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية". يشار إلى أن السلطات السورية كانت قد وافقت في الثاني من نوفمبر الجاري على خطة الجامعة العربية التي تقضي بوقف أعمال العنف وإطلاق سراح المعتقلين وسحب الجيش من المدن وضمان حرية الحركة لوسائل الإعلام العربية والدولية. ويأتي قرار الجامعة التي اتهمتها العديد من الأطراف سيما المعارضة السورية في الداخل والخارج بالتماطل والتساهل مع دمشق، رغم ما صرّح به ممثل سوريا لدى الجامعة يوسف أحمد، الذي قال أنه سلّم صباح أول أمس الجمعة مذكرة إلى الأمانة العامة للجامعة العربية، تتضمن "ترحيب سوريا وتعاونها التام مع زيارة بعثة من جامعة الدول العربية إلى سوريا"، كما جاء في هذه المذكرة حسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن سوريا تلتزم بخطة العمل العربية التي أقرها مجلس الجامعة وأنها جادة في تنفيذ بنود الخطة، غير أن الوضع على الأرض يناقض ذلك حيث لم يتم وقف العنف أو سحب الجنود من المدن والقرى، كما تواصل سقوط عشرات القتلى والجرحى .