حققت تربية المائيات التي تمارس بولاية غليزان منذ سنة 2002 نتائج "مشجعة" على مدار السنوات الماضية سمحت بتوسيع هذا النشاط وترقيته سواء على مستوى السدود أو المسطحات المائية. و أوضح مدير الصيد البحرى والموارد الصيدية السيد بن عزوز محمد لخضر أن إنتاج الصيد القاري الذي عرف تطورا مضطردا خلال السنوات القليلة الماضية شجع شباب المنطقة على ممارسة هذا النشاط في مجالات الانتاج والصيد والتسويق. ويتم ممارسة نشاطات الصيد القاري على مستوى سدود الولاية الثلاثة "قرقار" و"مرجة سيدي عابد" بدائرة وادي ارهيو بأقصى شرق الولاية وسد "سيدي امحمد بن عودة" الواقع بالبلدية التي تحمل نفس الاسم (غرب الولاية). والى جانب السدود بادر مستثمر بمنطقة وادي الجمعة قبل سنتين بإقامة مزرعة لتربية سمك "البلطي النيلي" على مساحة هكتارين دخلت السنة الماضية مرحلة الإستغلال الفعلي. غير أن هذه المزرعة التي تضم 26 حوضا تعرف مشكل نقص التغذية الخاصة بالسمك مما لم يسمح لها ببلوغ طاقتها الإنتاجية النظرية المقدرة ب 100 طن في السنة حسبما ذكره صاحبها الذي أبرز أنه لم يتعد انتاج السنة الماضية 20 طنا من السمك. كما يمارس أكثر من 100 فلاح بالولاية نشاط تربية المائيات على مستوى المسطحات والأحواض المائية غير أن إنتاجهم يسوق محليا فيما يتم استخدام المياه التي تعيش فيها الأسماك الغنية بالمواد المعدنية كأسمدة في الزراعة. وقد أعطى استخدام مياه تربية الأسماك في تسميد الأراضي الفلاحية "مردودا عاليا" حسب صاحب مزرعة ببلدية الحمري الذي يستغل هذه المياه في سقي بساتين الزيتون وقد لاحظ أن هناك "فارق في المردود" بالبساتين التي تسقى بهذه المياه وتلك التي تسقى بالمياه العادية. وللتشجيع على توسيع هذا النشاط تقوم مديرية القطاع بعمليات استزراع على مستوى سدود الولاية حيث جرت الأولى سنة 2006 والثانية في 2011 والثالثة السنة الماضية. وتم خلال العملية الأخيرة إستزراع أزيد من 800 ألف يرقة لسمك الشبوط الفضي وذي الفم الكبيرة. وتسمح مثل هذه العمليات بزيادة "معتبرة" في إنتاج سمك الشبوط بنوعيه الفضي وذي الفم الكبيرة الذي يتأقلم مع مناخ المنطقة وينمو بسرعة حيث فاق إنتاج الولاية السنة الماضية 594 طنا وذلك بزيادة 22 من المائة عن سنة 2011 إستنادا إلى ذات المصدر. وبالموازاة مع التطور الذي عرفه إنتاج السمك بالمياه العذبة بالولاية إرتفع عدد الممارسين لنشاط الصيد حيث انتقل عدد هم من 6 في سنة 2010 إلى 11 صيادا سنة 2011. كما يتم تكوين شباب من المنطقة في النشاطات المرتبطة بمجال تربية المائيات إذ تخرجت في نهاية السنة الماضية الدفعة الثانية من البحارين المؤهلين تضم 26 شابا. وسيقوم هؤلاء المتخرجين الذين أشرفت على تكوينهم مديرية القطاع بالتعاون مع المعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات بوهران بممارسة نشاط الصيد القاري بسدود الولاية وسيستفيدون من إجراءات أجهزة تشغيل الشباب لانشاء مؤسساتهم المصغرة. للإشارة يلقى إنتاج سمك شبوطيات المنطقة بأنواعها الملكي والفضي وذي الفم الكبير طلبا من قبل المواطنين ويسوق الى الفنادق بالعديد من المناطق على غرار الجزائر العاصمة وعين تموشنت وتلمسان ووهران وسيدي بلعباس إستنادا إلى مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية.