نظمت الرابطة الدولية للمرأة من أجل السلام والحرية، برئاسة أمينتها العامة، مادلين ريس، ندوة حول النزاعات في افريقيا، في مقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف، مستضيفة عدة قضايا افريقية وعلى رأسها القضية الصحراوية. ومثلت المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان، أمينتو حيدار، القضية الصحراوية، مقدمة للحضور فكرة عامة عن النزاع وطبيعته كنزاع تصفية استعمار لم يستكمل بعد له انعكاسات خطيرة على الوضعية العامة لحقوق الانسان. وذكرت بهذا الخصوص أن الاممالمتحدة تعترف بالصحراء الغربية كبلد محتل ضمن لائحة تصفية الاستعمار منذ الستينات، معبرة عن أسفها لاختيار الدولة الاستعمارية السابقة، اسبانيا، التآمر مع المغرب وتسليمه الصحراء الغربية سنة 1975 بدل استكمال تصفية الاستعمار منه كما تدعو الى ذلك كل قرارات مجلس الامن والجمعية العامة منذ 1963. واستعرضت رئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، أمينتو حيدار، أهم مظاهر الانتهاكات المغربية لحقوق الانسان، مشيرة إلى أن الشعب الصحراوي لم يعرف في تاريخه مرحلة أكثر قساوة وقتامة من فترة الاستعمار المغربي. قبل الاحتلال المغربي، تقول أمينتو حيدار، لم يكن الشعب الصحراوي يعرف أو يقبل الإساءة للإنسان، وخصوصا للمرأة، لكن الغزو المغربي شكل نقطة سوداء في تاريخ هذا الشعب الذي اكتشف معنى الانتهاكات، ومعنى الاختطافات، وتعذيب النساء والاطفال، والاعتقالات التعسفية وغيرها من الانتهاكات. واشارت المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان بالخصوص الى ما تتعرض له المرأة الصحراوية في المناطق المحتلة، من تعذيب وانتهاكات في الشوارع، مشيرة إلى أن المغرب يضرب عرض الحائط بكل الحقوق المدنية والسياسية للشعب الصحراوي وعلى رأسها الحق في حرية الرأي، والتظاهر وتشكيل الجمعيات. من جهة أخرى عرضت الناشطة الصحراوية للحضور لمحة مقتضبة عن تجربتها الخاصة في السجون السرية المغربية، وما تتعرض له النساء الصحراويات عموما من تعذيب مضيفة أن منهن من ماتت في المعتقل، ومنهن من اعتقلت وهي حامل، ومنهن من لا تزال مفقودة. ودعت أمينتو حيدار ممثلي كل المنظمات الدولية لدعم النضالات السلمية التي يقودها المواطنون الصحراويون بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية من أجل الدفاع عن حقوقهم، معتبرة أن هذا النضال لا يجب أن يكون مسؤولية الصحراويين لوحدهم، بل هو مسؤولية كل محبي السلام، وكل الدول والمنظمات الدولية حكومية وغير حكومية. وقد شاركت الى جانب امينتو حيدار مناضلات افريقيات هن اليان نايكا، عضو مجلس الشيوخ في مدغشقر، والموزمبيقية نيارادزايي غومبونزفاندا، السكرتيرة العام الجمعية الدولية للمرأة المسيحية الشابة، بالاضافة إلى السيدة بريجيت باليبو، من افريقيا الوسطى ممثلة عن المكتب التنفيذي لمنظمة الصداقة بين النساء الافريقيات. وقد حضر الورشة ممثلون عن منظمات دولية مشاركة في أشغال الدورة ال23 لمجلس حقوق الإنسان، وممثلون عن بعثات بعض الدول الاعضاء في المجلس. كما حضر الورشة وفد من النشطاء الصحراويين من مخيمات اللاجئين الصحراويين، والمناطق المحتلة والمهجر، حيث حضرت خديجتو المخطار، ممثلة عن اتحاد المرأة الصحراوية، ولهدية محمد دافة، رئيسة جمعية صحراء- ميديكال، ومصطفى المشظوفي، عن عائلات المعتقلين مجموعة اكديم ايزيك، وماءالعينين لكحل، ممثل الفيدرالية الدولية للشباب الديمقراطي، بالاضافة الى أميمة عبد السلام، ومتو المصطفى، عن منظمة الطلبة من أجل الاممالمتحدة وتمثيلية جبهة البوليساريو بسويسرا. وقد فتح المجال لمداخلات وأسئلة الحضور، حيث طرحت عدة اسئلة حول القضية الصحراوية اثارت بالخصوص موضوع مراقبة وحماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين. وفي هذا الاطار تدخلت الدكتورة الصحراوية، لهدية محمد دافة، لتساءل عن أسباب رفض المغرب مقترح الولاياتالمتحدةالامريكية الاخير الداعي لتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، إن كان فعلا مهتما بالدفاع عن اللاجئين الصحراويين كما يدعي في دعاياته.
هذه الفكرة أكدت عليها امينتو حيدار أيضا حيث أشارت إلى أنه حسب علمها فإن جبهة البوليساريو قد دعت مرارا لتوسيع صلاحيات المينورسو، كما رحبت بالمقترح الأمريكي، لكن المغرب يرفض هذه الفكرة ليبقي انتهاكاته لحقوق الإنسان مخفية عن أعين العالم.