الخلاف بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ورئيس هيئة الأركان الأميركي، الجنرال مارتن ديمبسي "أعمق بكثير مما تم تناوله في الإعلام في اليومين الأخيرين، وأنه ينبثق فقط من قضايا عسكرية تكتيكية، محصورة في ضربات أميركية محدودة، للدفاعات الجوية السورية، بل يشمل بانوراما التدخل الأميركي المباشر في سورية، من زواياه المتعددة". وكانت واشنطن قد شهدت امس الأربعاء، مناقشات ساخنة بشأن وجود خلاف واسع بين دمبسي وكيري، في اجتماع بالبيت الأبيض حول "فوائد شن ضربات عسكرية محددة، ضد الدفاعات الجوية السورية، الأسبوع الماضي، أثناء اجتماعات مجلس الأمن القومي الرفيعة المستوى، التي انتهت الخميس الماضي 13 جوان وقدمت توصياتها في اليوم ذاته إلى الرئيس أوباما، الذي أعلن إثرها، قرار إدارة بتزويد المعارضة الجيدة بالسلاح" بحسب مصدر مطلع. وشملت اقتراحات شن غارات "صاروخية " مركزة، على استخدام صواريخ كروز الموجهة، لاستهداف قواعد الطيران الحربي السوري والدفاعات الجوية في شمال وجنوب البلاد، والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان، تحت ذريعة أن "هذه المواقع استخدمت لإطلاق أسلحة كيماوية ضد المقاتلين المسلحين" إلى جانب عدد من "مراكز أعصاب آلة الأسد العسكرية". وبحسب المصادر فقد حذر الجنرال دمبسي بشدة، من أن "الغارات الجوية تنطوي على مخاطر كبيرة، وأن شل الدفاعات الجوية السورية، سيتطلب غارات جوية على نطاق واسع" وأن "دمبسي الذي استفز بسبب الحديث عن انخراط عسكري أميركي مباشر، وجه انتقادات لاذعة إلى كيري، وطالب بعدم الحديث عن التدخل، دون طرح خطة لمرحلة ما، بعد الغارات الجوية، محتجاً على اقتراحات كيري ومعتبراً أن وزارة الخارجية (الأميركية)، لا تدرك فعلا حجم ومدى تعقيد مثل هذه العمليات".