تعرض حاليا وإلى غاية 13 أكتوبر المقبل الفنانة التشكيلية الجزائرية المقيمة بلندن حورية نياتي إبداعاتها في معرض برواق كونواي هول يجمع أهم أعمالها المنجزة بالعاصمة البريطانية منذ استقرارها بها قبل 30 سنة حسبما أورده الموقع الإلكتروني للرواق. وتحت عنوان " أيدونتيتي سيرتش" (بحث عن هوية) تحتفي الفنانة من خلال هذا المعرض بمرور30 سنة لمسارها الفني بالعاصمة البريطانية و"تحولاتها المختلفة في الفن التشكيلي كالانتقال مثلا من الزيت والباستيل إلى الأعمال المركبة الرقمية" والتي من بين ما يميزها أيضا استعمال أشعار باللغة العربية من تأليفها. وتعكس أعمال نياتي -وهي من مواليد 1948 بخميس مليانة قرب الجزائر العاصمة- مختلف ما تأثرت به شخصيتها منذ صغرها كفنانة وكإنسانة بدء من عائلتها المختلطة العربية الأمازيغية وانتمائها الثقافى العربي الإسلامي وأيضا ما خلفه الإستعمار الفرنسي على نفسيتها وعلى توجهاتها الفنية. وفي قائمة الأعمال المعروضة تبرز "ديلريوم" (هذيان-1984) و"نو تو ترتر" (لا للتعذيب- 1982) و"ذ كورتينس أوف ووردس" (ستائر الكلمات- 2006) و"هونتد ... سلف بورتريه ويذ أ ديفرنس" (مسكون ... بورتريه لنفسي بفرق- 2007) وأيضا "وات إف" (ماذا لو- 2012) وأخرى غيرها. وكان مشوار نياتي -وهي أيضا شاعرة ومغنية- قد انطلق في بدايات السبعينيات بوزارة الشباب والرياضة الجزائرية حيث عملت كمؤطرة شباب قبل أن تتخصص في الفنون التشكيلية والطرب الأندلسي. واستقرت الفنانة بلندن في 1977 لتطور بشكل سريع موهبتها كفنانة تشكيلية حيث درست بثانوية كرويدن للفن والتصميم (1979-1982) كما حصلت في 2007 على شهادة في الفنون الجميلة من جامعة ميدلسكس. وكان "ديلريوم" -الذي احتضنه المركز الافريقي بلندن- أول معرض منفرد لها حيث شاركت به حينها في إطارالحركة الناشئة "بلاك آرت" التي ضمت فنانين من الهجرة وكان نقطة انطلاقها نحو الشهرة كما أقامت معارض فردية في الجزائر وفرنسا والإمارات وأخرى جماعية كان آخرها في جوان 2013 بعمان الأردنية.
ومن المتوقع أن تؤدي الفنانة خلال المعرض بعضا من موسيقاها الأندلسية بمرافقة عازفها للغيتارالإسباني ميغال مورينو الذي شكل معها في 2003 ثنائيا سمي ب"حبيبون" حيث اتخذا من الموسيقار والمطرب الأندلسي من القرن ال9 زرياب القرطبي مرجعا لهما وقد أديا معا عددا كبيرا من الحفلات بالمملكة المتحدة.