استنكرت النقابة الوطنية للاسلاك المشتركة و العمال المهنيين لقطاع التربية إقصاء مطالبها التي ارسلت نسخا منها الى الوزير الأول عبد المالك سلال مؤكدة ان لقاء الثلاتية القادم لن يخدم المواطن الجزائري البسيط وانه موجه لخدمة طبقة رؤساء المؤسسات و ارباب العمل " وأنها لا تسعى أبدا لتحسين أوضاع هذه الفئة وإنما لحل الأزمة الاقتصادية وتحسين أوضاع الباترونا وتنمية أرباحها على حساب المكتسبات الضئيلة أصلا، والقوت اليومي للعمال البسطاء الذين يتخبطون في الوحل. و اكدت نقابة الاسلاك المشتركة في بيان لها امس موقع من طرف رئيسها سيد علي بحاري عدم دعوتهم الى لقاء الثلاثية " فأي معنى للحوار الاجتماعي في ظل إقصاء التنظيمات النقابية المستقلة من جلسات الحوار المتعلقة بالقطاع العام، في محاولة منهم لابتزاز الحركة النقابية والضغط عليها بهدف تمرير قوانين تراجعية ماسة بالحقوق الأساسية للعمال خاصة منها قانون الإضراب، وقانون النقابات " . كما إعتبرت النقابة ان تأجيل مناقشة مطلب المادة 87 مكرر إلى حين الانتهاء من الدراسة التي تعدها وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي كلام حق يراد به باطل، "خاصة إذا علمنا أن أجور أغلبية العمال ضعيفة وغير معنية بالتالي بالتخفيض الضريبي، وأن وزير المالية الذي أعطى تعليماته للحكومة بعدم الالتزام مع فئة العمال البسطاء بأي زيادة جديدة يكون من شأنها التأثير على خزينة الدولة وكتلة الأجور، فلماذا لا يوصي رئيس الحكومة بتخفيض نسبة 30% من الأجور الخيالية لكبار الموظفين".
و في سياق ذي صلة تطرق نفس المصدر الى الخلاف بين النقابات المستقلة و المركزية قائلا " إن الخلاف النقابي الحكومي الحالي ليس إلا الشجرة التي تغطي الغابة فسوء التفاهم بين التنظيمات النقابية المستقلة والثلاثية قديم وعميق، ويتعلق بمفهوم ومضمون الحوار الاجتماعي فقد رفضت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية تزكية الحوارات الشكلية والمغشوشة وطلبنا بحوار حقيقي يدور حول ملفات وقضايا مضبوطة، ويتوخى بلوغ أهداف محددة، أي التواصل إلى اتفاقات ملزمة لمختلف الأطراف الموقعة عليها " ونعتبر يضيف البيان أن التفاوض الجماعي صار أهم وسيلة لحماية حقوق العمال، بل أكثرها ملائمة لتحقيق التوازن المنشود بين التنميتين الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ضل هيمنة نظام العولمة الاقتصادية الليبرالية المتوحشة، لأن أطراف الحوار الثلاثة مطالبون باعتماد ثقافة لا بديل عنها.