لا تزال بعض احياء بلدية بابا احسن تعيش التهميش واللامبالاة ، لحد الساعة ، نتيجة افتقارها لأدنى الخدمات الضرورية ، كتهيئة الطرقات والشوارع ، ونقص الماء الشروب وغيرها من الضروريات الاساسية للعيش الكريم وهذا راجع الى سياسة التجاهل التي تتخذها السلطات البلدية في حق هذه الاحياء التي لم تبدي أي اهتمام لها و لم تستفد من أية عمليات تهيئة من شأنها أن ترفع من قيمتها وتقضي على حالة الاستياء التي يعيشها قاطنوها، حسب تصريحات جل السكان ممن التقتهم المسار العربي . وعليه عبّر سكان حي " 200 مسكن" المتواجد على مستوى إقليم بلدية بابا حسن غرب العاصمة من الوضعية المزرية التي يعيشونها، مؤكدين في السياق ذاته أنهم قدموا شكاوى عديدة إلى الجهات المسؤولة بالبلدية ، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. وأوضح هؤلاء أن حيهم يفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الكريمة فهو يبقى ضمن قائمة الأحياء المنسية والمهشمة بعد أن تغاضت السلطات المحلية عنه. في هذا الصدد طرح السكان عدة مشاكل من أهمها، اهتراء شبكة الطرقات وانتشار الأرضيات الترابية التي تحوّلت مع مرور الوقت إلى حفر عميقة يصعب للراجلين وأصحاب المركبات تجاوزها أو تخطيها بسهولة، لاسيما في فصل الشتاء اين تصبح هذه الاخيرة عبارة عن مستنقعات وبرك من المياه الملوثة . ونتيجة لهذه الوضعية الصعبة يضطر قاطنو الحي لانتعال أحذية بلاستيكية لتجنب الأوحال والمياه الراكدة شتاء، مضيفين ان هذا الوضع ساهم في انتشار أمراض الربو والحساسية وسط أطفال الحي . كما طرح السكان مشكل آخر لا يقل اهمية عن المشكل الاول ألا وهو مشكل نقص التزود بالماء الصالح للشرب وهو يمثل أهم انشغالات السكان حسبهم ، حيث يضطر أبناء المنطقة ، خاصة الأطفال ، لقطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام للبحث عن هذه المادة الحيوية لسد حاجياتهم اليومية ، وهو ما انعكس سلبا على حياتهم الدراسية وحتى المهنية، حيث انتهى الوضع بالعديد منهم إلى التغيب عن مقاعد الدراسة والتفرغ للبحث عن قطرة ماء رغم الوعود باحتواء الوضع منذ مدة ولكن حسب السكان أن المؤسسة لم تف بوعودها ويبقى السكان يتجرعون مرارة قطع المسافات من الأماكن العمومية، بالإضافة الى هذه المشاكل لا يزال سكان هذا الحي يفتقر لحد اليوم للغاز الطبيعي وفي حديث جمع المسار العربي ببعض المواطنين علمنا أنهم يعانون الأمرين للتمكن من توفير قارورات غاز البوتان كما ابدوا لنا استغرابهم من حرمانهم من غاز المدينة والجدير بالذكر أن هذه المشكلة لا تقتصر على السكنات بل تصل الى غاية المؤسسات التربوية فيضطر التلاميذ الى الدراسة في جو بارد وذلك ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي بدرجة كبيرة حسب أوليائهم .
وعليه يطالب السكان بالتفاتة من السلطات المحلية لإدراج حيهم ضمن العمليات التي تبرمج، خاصة تلك المتعلقة بالتهيئة وإصلاح شبكة الطرقات وتدعيمهم بشبكة الغاز الطبيعي والماء .