يشتكي قاطنو «حي أولاد صاف » الواقع ببلدية مفتاح من الظروف المعيشية الصعبة للغاية بسبب افتقار حيّهم لأدنى ضروريات الحياة، فقد أدت الأوضاع الكارثية التي يزاول بها سكان الحي حياتهم اليومية إلى سخطهم وغضبهم جراء التهميش والإقصاء المفروضان عليهم منذ مدة طويلة دون أن تتحرك الجهات الوصية للنظر في وضعيتهم التي تزداد سوءً يوما بعد يوم، باعتبار أن الحيّ يفتقر لأدنى مظاهر الحياة الكريمة، على غرار انعدام غاز المدينة، ووضعية الطرقات التي تشهد اهتراءً كبيرا، إذ لا تزال العائلات القاطنة بالحيّ تلجأ لاقتناء قارورات غاز البوتان لتعويض غاز المدينة بالرغم من ارتفاع أسعار القارورة الواحدة التي ارتفعت بفعل جشع التجار إلى 350 دج، حيث اغتنموا فرصة عدم تواجد هذه المادة الحيوية للقيام بفعلتهم، أما فيما يخص الطرقات من جهتها تعرف تدهورا كبيرا بالحيّ ما أدى إلى تعميق جراح السكان، حيث أنه وبمجرد تساقط قطرات قليلة من الأمطار تتحول الأرضية إلى برك مائية تصعب معها حركة السير للراجلين والسائقين على حد سواء، وأمام هذه الوضعية الكارثية التي يزاول فيها سكان الحيّ حياتهم اليومية، يطالب هؤلاء السلطات المعنية تجسيد تلك الوعود التي أمطرتهم إياها سابقا والمتمثلة في برمجة بعض المشاريع التنموية كتهيئة الطرقات، تزويدهم بالغاز الطبيعي ، حيث طالبوا بتجسيدها على أرض الواقع السكان يشتكون قلة النقل كما اشتكى سكان الحي، من مشكل قلة الحافلات بحيهم، الذي أصبح شبه معزول وأفاد بعض المواطنين ل”المسار العربي” أن المشكل أثر سلبا على يومياتهم بسبب وجود الحي على حافة الطريق ، هو الأمر الذي جعل سكانه يضطرون للانتظار ساعات طويلة لكن دون جدوى. وفي حال عدم توقف الحافلات، فإنهم يضطرون التنقل مشيا على الأقدام هذا الوضع الذي قد يؤدي بحياتهم في بعض الأحيان بسبب خطورة الطريق .لذا يجدد سكان الحي نداءهم إلى سلطاتهم، وعلى رأسها السلطات المحلية ، للنظر في انشغالهم الذي طال -حسبهم - خاصة أن أغلبهم عمال وتلاميذ يسلكون عدة كيلومترات مشيا على الأقدام إلى بغية الالتحاق بمناصب عملهم أو منازلهم . كما جدّد السكان مطالبهم للسلطات المحلية بالتدخل العاجل خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم فالحي يفتقر إلى متوسطة حيث يضطر التلاميذ الذين يزاولون الدراسة إلى التنقل لبلدية مفتاح للدراسة، أين يزداد الوضع تأزما في انعدام النقل المدرسي حيث يضطرون إلى التنقل عبر الحافلة الوحيدة بالحي في ساعات باكرة من الصباح وتعيدهم مساءا وهذا في ظل افتقار الحي للنقل العمومي وفي ظل الاكتظاظ الخانق الذي يعرفه الحي فرغم الشكاوى العديدة المطروحة للجهات المعنية إلا أنها لا تبدي أي اهتمام في حين سئم السكان من سياسة التهميش واللامبالاة الممارسة في حقهم ، وهو الأمر الذي يصعب على التلاميذ فهم دروسهم في إطار متطلبات النظام الدراسي الجديد،وقد أخد الأطفال نصيبهم من المعاناة إذ يتنقلون لمسافات طويلة من أجل بلوغ مقاعد دراستهم في ظروف قاسية لا تبعث على الارتياح ولا تشجع على مزاولة الدراسة،ما أرغم الكثيرين منهم على ترك هذه الأخيرة، والدراسة في المناطق المجاورة تتطلب النقل الذي ينعدم في الحي، وبين هذا وذاك يبقى التلميذ يعاني الضياع ويحلم باليوم الذي يتوفر فيه الحي على حافلات تقل التلاميذ إلى مدارسهم وقد استنكر السكان عدم التفات السلطات المحلية المتعاقبة على تهيئة هذه الأحياء ومنحها حقها في التنمية، إذ لم تشهد ومنذ سنين طوال أي مشاريع تمس التهيئة. من أجل كل هذه التجاوزات التي اعتبرها السكان بالغير شرعية يناشد سكان الحي السلطات المعنية عن طريق جريدة المسار العربي " للتدخل والحد من الظلم والتعسف الحاصل على مستوى حيهم.