استعرضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف زراعة القنب الهندي قصد البيع والتي تورط فيها مغني أفراح بمنطقة ذراع الميزان ويتعلق الأمر بالمتهم (م.مولود)حيث أدانته محكمة الجنايات ب 20 سنة سجنا عن جناية زراعة القنب الهندي بطريقة غير مشروعة ، فيما برأت المتهم الغير موقوف (ق.أحمد) من تهمة عرض و بيع بطريقة غير مشروعة للمخدرات. انكشفت خيوط القضية بتلقي مصالح الضبطية القضائية بذراع الميزان بولاية تيزي وزو معلومات عن وجود شخص و يتعلق بالمشتبه فيه (م.مولود) يقوم بزراعة المخدرات من نوع القنب الهندي، و بعد التحريات و محاصرة منزل المشتبه فيه تمكنت ذات المصالح من ايقاف المتهم بقرية تادلست الذي قاوم عناصر الأمن حيث حاول الفرار و بيده كيس أسود من الحجم الكبير و خلال تفتيش الكيس عثرت مصالح الضبطية القضائية على بذور بنية اللون و أخرى خضراء ممزوجة مع نبات أخضر، و بعد إرسالها للمخبر للمعاينة تبين أنها بذور القنب الهندي و التي قدر وزنها ب 670 غ من البذور، و بعد تفتيش منزله تم ضبط كمية أخرى من نفس البذور إلى جانب مبلغ مالي قدر ب 60 ألف دينار جزائري مجزئة مما يعني أنها من عائدات بيع المخدرات. وتبين من خلال التحقيق أن المتهم (م.مولود) عرض على المتهم الثاني فكرة شراء المخدرات و زراعتها غير أنه رفض ذلك، و اضاف أنه مستهلك للمخدرات و كان يقوم باقتنائها من عند أحد الأشخاص و في إحدى المرات عثر على بذور النبتة بين الأوراق التي اقتناها، فقرر تجربة زراعتها سنة 2001، بالغابة المجاورة لمنزله و بعد أن نجح في ذلك قرر المداومة عليها، حيث كان يقوم بعرض الأوراق للبيع في السوق الأسبوعية ببوغني بمبالغ مالية تقدر من 200 دج و 300 دج، بينما يحتفظ بالبذور لإعادة زراعتها، و أضاف أنه أصيب بمرض السكري مما تطلب مصاريف أخرى، فقرر توسيع زراعة القنب الهندي و هذا بمضاعفة عدد الشجيرات من 30 و 40 شجيرة إلى 70 و 80 شجيرة و تركها تنمو بالغابة الى غاية أن يصل طولها إلى 80 سم، و أضاف أنه كان يقوم بذلك بغرض سد حاجياته الاجتماعية حيث رفع سعرها إلى 2000 دج و 4000 دج، ساردا بذلك تفاصيل نشاطه و زراعته لنبتة القنب الهندي. وما ميز تصريحات المتهم أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة هو تراجعه عن اعترافاته الأولية، مصرحا أنه يعمل كمنشط للأعراس و الحفلات و أنه يستهلك المخدرات منذ سنوات، و أضاف أنه مريض و اثناء تنقله للغابة للبحث عن أعشاب طبية عثر على البذرة، فقام بنزعها و احتفظ بها داخل الكيس البلاستيكي إلى أن جفت، حيث أصبح يستهلكها بصفة يومية، ناكرا أن يكون المتهم الثاني قد عرض عليه فكرة زراعة القنب الهندي أو بيعها، مضيفا أنه لا علاقة له بالزراعة أو البيع، و أضاف أنه طلب من مصالح الأمن اصطحابهم إلى المكان الذي عثر فيه على النبتة إلا أنهم رفضوا ذلك، و بخصوص تصريحاته الأولية صرح أنه أدلى بها تحت الضغط و التهديد، و أنه كان مريضا و لم يكن يدرك ما يصرح به، كما أنكر المتهم الثاني الوقائع المنسوبة إليه مصرحا أنه لا تربطه أي علاقة بالمتهم الأول. و كان النائب العام قد التمس إدانة المتهم الرئيسي بالسجن المؤبد، أما المتهم الثاني فالتمس في حقه 10 سنوات سجنا، فيما ركز الدفاع على أن موكله تناقضت تصريحاته بسبب مرضه كونه يعاني داء السكري وأنه ليلة التحقيق معه لم يكن متناول أدويته مشيرا في السياق داته أنه مستهلك لمادة القنب بحكم عمله كمغني أفراح، والتمس في الأخير افادته بأقصى ظروف التخفيف.