التمست أمس النيابة العامة لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المدعوين (ز مصطفى) و(ع شعبان) و(س. إسماعيل) و(ز. أعمر) و(ز. علي) المتابعين قضائيا بجنايات زرع نبات القنب الهندي وتسيير وتنظيم النشاطات المذكورة، وصناعة ونقل وتوزيع سلائف ومعدات بهدف استعمالها في زراعة المواد المخدرة، وإنتاجها وصناعتها بطريقة غير شرعية، وبيع وترويج مواد مخدرة، وإنشاء محل لبيع المشروبات الكحولية والمساس بحرمة الموتى بإنشاء محشاشة فوق القبور. تفاصيل القضية المفصول فيها تعود لتاريخ 6 سبتمبر 2009، حين اتصل والد المتهمين المدعو (ر. سعيد) بمصالح مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية تيزي وزو، وأعلمهم بأن ابنه المدعو (ر. مصطفى) يقوم بزرع وإنتاج القنب الهندي بمزرعة المنزل العائلي. وعلى إثر المعلومات التي تلقتها ذات المصالح انتقلت هذه الأخيرة للمكان المذكور، وتم اكتشاف مزرعة لزراعة القنب الهندي، حُجز على إثرها 34 شجيرة من نفس النبات وكمية 14.7غ كانت موضوعة بأرض المزرعة من أحل تجفيفها، وهي في مرحلتها الأخيرة قبل ترويجها للاستهلاك. المتهم الرئيس ولدى استنطاقه من طرف رجال الضبطية القضائية، اعترف بملكيته للمزرعة، حيث تكلف بزرع 50 بذرة من القنب الهندي، والتي اشتراها من عند المدعو (ع. شعبان) بمحشاشة هذا الأخير، واتفقوا على استعادتها بعد نموها، ونصيب صاحب المزرعة يحدده مالك البذور بعد نضج الشجيرات. وفي إطار التحريات الأولية التي قام بها رجال الضبطية القضائية لأمن ولاية تيزي وزو، تم تفتيش منزل المدعو (ع. شعبان) بحضور والدته وتم توقيفه بصعوبة؛ حيث أبدى مقاومة عنيفة تطلبت معاملته بالمثل، بعدما قام بتحريض كلب من نوع »دوبرمان« على رجال الأمن حتى يتسنى له الفرار وتهريب المخدرات. وبعد السيطرة على الوضع وتفتيش المنزل تم العثور على كمية هامة من الكيف المعالج قدرت ب 8كغ وعاينوا حديقة المنزل التي وجدت على مستواها 65 شجيرة من القنب الهندي، بالإضافة لكمية من المخدرات من نوع الحشيش المجفف في مرحلته الأخيرة وزنها 100غ، ومبلغ مالي يقارب 08 مليون سنتيم، وخنجر حربي، ومنظارين يستعملهما المتهم لمراقبة تحركات مصالح الأمن وقدومها للمنطقة. واعترف المتهم بملكيته لكل المحجوزات التي وُجدت بحوزته، والمخدرات يبيعها للمرتادين على منزله أو المحشاشة التي يملكها بالمنطقة. أما عن بذور القنب فصرح المتهم انه اقتناها من عند المدعو (س. إسماعيل) المقيم بمنطقة واقنون. ومواصلة للبحث والتحري اكتشفت ذات المصالح بناء فوضويا داخل مقبرة المنطقة حوله صاحبه لوكر لبيع وتناول المخدرات والمشروبات الكحولية بدون رخصة. المتهمون تراجعوا عن التصريحات المدلى بها أمام رجال الضبطية القضائية بحجة أنهم تعرضوا للضرب المبرح خلال التحقيق معهم. المحكمة وبعد المداولة القانونية قضت بالسجن المؤبد للمتهمين (ر. مصطفى) و(ع. شعبان) و(س. اسماعيل)، و6 أشهر موقوفة النفاذ للمتهمين (ز. علي) و(ز. اعمر).