الهاشمي الحامدي رئيس ‘تيار المحبة' التونسي يحذر راشد الغنوشي، والباجي السبسي من اقحام الجزائر في الشؤون الداخلية لتونس، الرجل الذي يحسب على المعارضة التونسية التي عارضت بن علي وعارضت زين العابدين ويعارض اليوم المعارضين وسيعارض إلى يوم الدين، لا يعرف أن من المبادئ الكبرى للجزائر هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، ولو كان الرجل يعرف يزن الأمور لاستطاع التفريق بين الوساطة والتدخل، فموقف الجزائر مما يحدث في تونس هو موقف المحافظ على أمن واستقرار جار يربطنا به التاريخ والدين واللغة وما يجمعنا أكثر ما يفرقنا، ولا يوجد عاقل سواء كان في تونس او الجزائر يعتقد أن الجزائر تريد الفوضى في تونس ببساطة لأن الأمر لا يخدم الشعب الجزائري ولا التونسي ، والمعادلة بسيطة جدا وهي استقرار تونس من استقرار الجزائر، وكان على الحامدي المقيم في لندن والمقيم في قناته على مدار الساعة أن يحذر من تدخل فرنسا في الشؤون الداخلية لتونس بدلا من توجيه الأنظار نحو الجزائر، ولا نعتقد أن الحامدي رئيس تيار المحبة يجهل التركيبة السياسية للجزائر ومبادئها التي لا يمكن المساومة فيها، لذا فإن اتهام الجزائر بمحاولة التدخل في الشؤون التونسية من خلال استقبال الباجي قايد السبسي واستقبال راشد الغنوشي من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لا تعدو أن تكون محاولة لصب الزيت على النار التونسية، الهدف منه محاولة العودة للواجهة السياسية بعدما لفظه الشعب التونسي، والظاهر أن الحامدي من كثرة ما هو قابع في قناته بلندن ضاع منه السينيال .