نفى راشد الغنوشي، زعيم حزب حركة النهضة التي تقود الحكومة التونسية، أن يكون للجزائر وساطة لحلّ الأزمة الحاصلة بين مختلف الفرقاء وذلك على خلفية استقباله مؤخرا إلى جانب زعيم المعارضة الباجي قايد السبسي من قبل الرئيس بوتفليقة للمرة الثانية في ظرف شهرين. وقال الغنوشي أول أمس في تصريحات بشأن احتمال قيام الجزائر بوساطة بين الحكومة والمعارضة في تونس أنه ليس هناك وساطة جزائرية بين مختلف الفرقاء السياسيين، وردا عن سؤال بشأن مضمون لقائه الأخير بالرئيس بوتفليقة أن زيارته للجزائر الأسبوع الماضي جاءت بعد دعوة من قبل حركة النهضة لحضور مؤتمرها الوطني الخامس وأن اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين فقط، وكشف زعيم النهضة أن على هامش الزيارة بالإضافة إلى الرئيس بوتفليقة أجرى لقاءات مع رئيس الحكومة عبد الملك سلال، ورئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح، وتم التشاور حول تطوير العلاقات التونسيةالجزائرية في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية، مضيفًا أن "الجزائر عازمة على تحصين المسار الانتقالي لتونس". وكان رئيس الجمهورية قد استقبل الجمعة الماضي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي "أطلعه على آخر تطورات الوضع السياسي في تونس الذي يتميز أساسا بمفاوضات حول تشكيل حكومة انتقالية تتكون من تكنوقراط، وكان اللقاء بين الرئيس بوتفليقة والغنوشي الثاني من نوعه في ظرف شهرين حيث سبق أن استقبله مطلع سبتمبر الماضي في اجتماع تناول الجهود التي بذلت من أجل نجاح المرحلة الانتقالية في تونس، وفور مغادرة الغنوشي استقبل الرئيس بوتفليقة زعيم المعارضة التونسية وحزب نداء تونس باجي قايد السبسي في لقاء تناول المساعي الجارية لتحقيق متطلبات المرحلة الانتقالية في تونس، من أجل تشكيل حكومة انتقالية في إطار المفاوضات الجارية"، وكان سفير الجزائربتونس عبد القادر حجار قد أكد خلال تدخله في حفل الاستقبال الذي أقيم بمقر السفارة الجزائريةبتونس بمناسبة الذكرى ال 59 لاندلاع ثوة التحرير أن "ماقامت به الجزائر وما تقوم به لا يعد وساطة ولا تدخلا في الشؤون الداخلية التونسية بل يعتبر نصحا يفيد تونس وشعبها"، وأشار أن الجزائر مستعدة لتقديم المساعدة والدعم لتونس للخروج من هذه الأزمة وأن المشاورات التي أجراها سابقا مع بعض الأطراف السياسية في تونس جاءت بعد طلب النصح الذي قدمته عدة أحزاب لأنها تقف على نفس المسافة من كل التيارات. وكان حجار يتحدث في حفل حضره رئيس الوزارء التونسي علي العريض وعدد من أعضاء حكومته كما حضره قادة الأحزاب التونسية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في تونس. وذكر المتحدث أن مشاكل تونس لا يستطيع حلها إلا أبناؤها وحدهم، وبالمقابل أكد اهتمام الجزائر الدؤوب بشؤون تونس وأمنها واستقرارها، مشيدا بالحوار البناء الدائر بين مختلف الأطياف السياسية معربا عن أمله في أن تتجاوز كل الأطراف الإشكالات، وتخرج القيادات السياسية المتحاورة بحل تنتصر فيه تونس حفاظا على وحدتها الوطنية وتجانس شعبها ومكانتها كرافد قوي من روافد الأمة العربية