الفيلم الوثائقي الفيتنامي “كونغ بين، ليل هندوصيني طويل” لمخرجه لام لي، الذي عرض بالعاصمة هذا السبت، هو دعوة للشعب الفيتنامي للبحث في الصفحات “المظلمة” من تاريخه النضالي لاسترجاع حريته، التي صادرتها فرنسا الكولونيالية. يعود العمل بالذاكرة الجماعية الى ال 20000 مجند في مستعمرات الهند الصينية، لخلافة العمال الفرنسيين قبل الحرب العالمية الثانية، وما حل بهم بعد انتهاء الحرب. عرض الفيلم في ثالث أيام المنافسة الرسمية للأفلام الوثائقية، بقاعة الموقار، ضمن فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما في طبعته الرابعة. يقدم شهادات حية لناجين فيتناميين من التجنيد الاجباري للقوات الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، وكيف تم إقحامهم في المصانع وحقول الأرز الموجه محصولها لفائدة فرنسا الاستعمارية. كما يصف الفيلم كيفية وظروف ترحيل آلاف منهم الى فرنسا خلال الحرب، التي رافقتها ألوان من العذاب و العبودية والإذلال الممزوج بخزي المستعمر في معاملة هؤلاء الشباب. عمل المخرج لام لي على إبراز العديد من الجوانب والحقوق الانسانية التي تم انتهاكها من قبل القوات الفرنسية. و البداية من عام 1939 تاريخ نقل العمال الفيتناميين الى مصانع الأسلحة والذخيرة، وصولا على حقول الأرز التي أصبحت رائجة في فرنسا بفضل هؤلاء العمال المحتجزين في المعتقلات والمخيمات على غرار “مازارغوس”. مخيم شهد وفاة العديد من العمال إلى غاية ماي 1948، ادوا أخطر المهمات مقابل أجور زهيدة. فيلم “كونغ بين، ليل هندوصيني طويل” يعتمد على شهادات الناجين من هذه التجربة، وبعض الوثائق التاريخية التي تكاد تكون معدومة، لسعي المستعمر لجعلها في طي النسيان، لكن إرادة المخرج لام لي وذاكرة المنبوذين أو الجنود المنسيين الذين يعتبرهم المجتمع الفيتنامي عملاء للكيان الاستعماري رغم مساندتهم للزعيم التاريخي “هو شي منه” كما صورهم الفيلم حالة دون تحقيق ذلك، وهذا من خلال الاستعانة بشكلين في تقصي الحقائق كان اولهما السرد المباشر، والثاني اعادة بناء الحادثة التاريخية في مشاهد جديدة بممثلين او عرائس المياه التقليدية المشتهرة في الفيتنام.