لم يعد يفصلنا على الانتخابات المحلية والنيابية سوى عامين، أو اقل، وبدأت عملية الإحماء واستعراض العضلات الحزبية وحكاية " فولي طياب " وحزبنا خير من حزبكم ، رغم أن النتائج السابقة للأحزاب التي " حمت " الكراسي فقط وخلفت وراءها الكثير من روائح فضائح التسيير في البلديات وفي المجالس الولائية وحتى في البرلمان، صارت أشهر من نار على علم، بعدما صار بعض النواب يشهرون سلاحهم في وجه من انتخبوهم ، فبعد شهور ستبدأ الحملة قبل أوانها ، ولن تستغربوا أبدا إن رأيتم في الايام القادمة نزول " المير " الذي لم يره الناس منذ انتخبوه يمشي في الشوارع ويقبل الأطفال ولا يعاف مخاطهم، ويفتح باب مكتبه للناس ويسمع لانشغالاتهم باإهتمام واعدا إياهم بحل مشاكلهم، ولكن الحل طبعا لن يكون إلا بعد انتخابه لعهدة أخرى فالعهدة الأولى خصصها "لمدام دليلة" وموائد الشواء للمقربين من المقاولين وبعض الشياتين والكلاب التي تطمع في عظام ليست ملكا للمير وللحاشيته، أما العهدة الثانية ربما تكون " للغاشي الراشي " في نظر " المير ، و"الغاشي الراشي" ليسوا في نظر " المير " سوى من انتخبوه، وهؤلاء واجبهم انتخاب جنابه ولكن لا حقوق لهم، عند شيخ البلدية من الساعة الأولى لإعلان النتائج، وهم يسألون إذا قطعوا الطريق احتجاجا على إخلاله بالوعود التي قطعها لهم وهو طبعا لا يسأل، لو كان يسأل لما فكر لحظة في لترشح.