أحيت فرقة "ناس الواحة" من مدينة ورقلة سهرة عرفت خلالها بأحد طبوع الديوان المتميز بالنشيد الديني و الصوت العذب و الروحية التي تطبع هذا النوع الموسيقي. و قدمت فرقة "ناس الواحة" مفتتحة المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني الثامن لموسيقى الديوان، الذي تحتضنه مدينة بشار منذ يوم الجمعة عرضها أمام فرقة تحكيم مكونة من محبي هذا الطابع و التي يرأسها الجامعي عز الدين بن يعقوب. و قدمت الفرقة برنامجا مستوحى من تراث الزيارات الذي واظبت على تنشيطه بورقلة، مبتكرة طابعا روحيا جديدا قائما أساسا على الطبل. و تكرس "ناس الواحة" تقليدا معقدا و غير معروف في مجال الرقص الروحي و كذا في مجال تعريف الشباب و كذا الأطفال بهذه الطريقة التي تستقطب الكثير من الزوار بمدينة ورقلة. و ليس ضروريا أن تكون مريدا للطريقة كي تنجح في تقديم عرض في هذا النوع الموسيقي و خير دليل على ذلك العرض الذي قدمته فرقة "أولاد سيدي بلال" من مدينة تندوف و هي منطقة لم ينتشر بها أبدا تقليد الديوان و طقوسه و موسيقاه. و قال المعلم عيسى اوسماعيل انه اعتمد هذا النوع الموسيقي و أتقن الإيقاع على آلة القمبري عن ولع كعصامي، قبل أن يحتك بأعمدة هذه الموسيقى لإثراء معلوماته و تكوين فرقة موسيقية محترفة في هذا الطابع. و هناك العديد من الفرق الشابة من مدينة تندوف التي بدأت تسير على خطى فرقة "اولاد سيدي بلال". و نظرا لغياب فرقة "أهل قناوة" من مدينة غليزان اعتلت "نورة قناوة" وهي إحدى النساء" اللواتي اعتنقن هذا الطابع الموسيقي" ماشية على خطى عميدة الديوان حسنة البشارية المنصة أمام جمهور قليل في إطار السهرة الثانية التي جرت في ظروف مناخية سيئة. و يستمر المهرجان الثامن لموسيقى الديوان ببشار إلى غاية 29 مايو بمشاركة 12 فرقة و كذا ببرنامج محاضرات مخصص للديوان كتراث وثقافة أصيلة.
انغمار في الطقوس العريقة لهذه الموسيقى
نظم ببشار حفل صغير نشطه عميد هذه الطريقة بالمنطقة تمكن من خلاله الجمهور و كذا الصحافة من اكتشاف الطقوس المرتبطة بهذا النوع الموسيقي العريق و استمتعوا بمقاطع مستوحاة من هذا الطابع التقليدي المنتشر في عدة مناطق من الوطن. و تم تنظيم هذه "الليلة" او "المبيتة" كما تسمى محليا من قبل منظمي المهرجان الوطني لموسيقى الديوان الذي تحتضنه بشار منذ يوم الجمعة بعد إلحاح شديد من المشاركين و كذا غير العارفين بهذه الممارسات على ضرورة التعريف بهذه الطقوس. مثل عمي ابراهيم مرفوقا بفرقته الموسيقية وهو يحمل علما عرضا كذلك الذي اعتادت الطريقة تقديمه في الشوارع يعلن تنظيم الديوان الذي من المألوف أن يختتم بنحر تيس أو عجل يقسم فيما يسمى "الوعدة". وعلى وقع الطبل و القرقابو، قدمت الفرقة عرضا اوليا جسد جانبا من "الوعدة" تمازجت خلاله الوان الازياء التقليدية للمنطقة و الاعلام و كذا الانغام الروحية. وبعد اداء طقوس النحر في جو موسيقي مرح و لكن لا يقل اهمية بالنسبة لسيد الحفل وضعت الفرقة رحالها في بهو دار الثقافة لإداء جزء من تراث الديوان وفق ترتيب محكم مع اداء رقصات معينة و الالتزام بزي معين عند كل قطعة موسيقية. ويهدف هذا العرض الذي نظمه المهرجان لاول مرة الى التعريف بتحضيرات الوعدة و كذا مختلف رتب افراد الطريقة المتمثلة في المريد او كما يسمى بالعامية "القندوز" و المعلم (سيد الحفل) و المقدم (القائد الروحي او رئيس الطريقة). وأشار المعلم او سيد الحفل الى ان هذه الطقوس تمارس "قبل شهر رمضان المعظم بايام و في ختامه و كذا بمناسبة ترقية عضو في الطريقة الى رتبة اعلى" او احياء اعياد و مناسبات سعيدة و لكن بشكل موجز. وسمح هذا العرض الذي نال اعجاب المشاركين "بفهم اكبر او معايشة طقوس موسيقى الديوان التي خصص لها مهرجانان دون ان يتم التعريف بالطقوس العريقة الخاصة بها. وستكون هذه الليلة الاولى متبوعة بليال اخرى ستنظم في كل طبعة للمهرجان للتعريف بطقوس اخرى لهذه الموسيقى منتشرة بمنطقة وهران و كذا الجنوب الغربي و بشكل اقل في شرق البلد.