أثار الفيلم الأخير لبلقاسم حجاج " فاظمة نسومر" الذي عرض لأول مرة بقاعة السينماتيك لمدينة بجاية ردود فعل متباينة للجمهور الذي أبدى تحفظه بشأن المرتبة المخصصة للبطلة، و التي اقتصرت على دور تاريخي ثانوي و ضعيف على عكس زميلها شريف بوبغلة الذي سلطت عليه الأضواء. وفي هذا الشأن صرحت نادية (طبيبة) بأنها "تعرفت بشكل أوسع على بوبغلة أكثر منها على فاظمة نسومر، حيث أن الفيلم يروي أحداثا تاريخية لكنه لم يعرف الجمهور بهذه البطلة من حيث أبعادها الروحية و السيكولوجية و الاجتماعية و اكتفى بتسليط الضوء على طبعها الرمزي ليس من خلال تثمين و التعريف بأعمالها و لكن عن طريق مضاعفة الصور المكبرة عن وجهها." من جهته ذكر مشاهد آخر خلال المناقشة التي تلت العرض " لقد جئت لمشاهدة البطلة و الأسطورة و المقاتلة، غير أني اكتشفت امرأة غامضة و ضعيفة البنية تتجاذبها مشاكل عاطفية. و تتلخص ميزتها الوحيدة في قدرتها على التواصل التي تمكنت بفضلها من تحريض القبائل و إثارة حماس الجنود." وبدوره أعاب متدخل آخر على المخرج كونه "لم يحترم الصورة المعروفة لفاظمة نسومر، حيث منح الدور لامرأة ذات قامة طويلة و نحيفة على عكس البطلة التي كانت تتميز بالجمال و قصر القامة و السمنة." وأضاف أنها كانت تتميز " بقوة البصيرة و ثقتها في مواجهة الانتقادات وجبن من أرادوا التخلي عن الكفاح المسلح" معتبرا أنها " حقيقة تاريخية." ومن جهته، لفت الطاهر بوكلة المستشار الفني لبلقاسم حجاج الذي لم يحضر العرض أن فاظمة نسومر شأنها في ذلك شأن الشيخ الحداد من بعدها (انتفاضة 1871) " لم تحمل السلاح بل كانت تقوم بدور القائد المعنوي و الروحي و تتمتع بنفوذ كبير. و هذا ما حاولنا إبرازه من خلال هذا الفيلم الخيالي." ورغم ابتعاد الفيلم عن المعالجة التاريخية و حقائقها فإنه حظي باستقبال إيجابي من قبل الجمهور، حيث صرح رزاق في هذا الشأن أن "القصة شيقة و الإخراج الفني ناجح مع عرض صور جميلة للمعارك"، معتبرا أنه "بغض النظر عن كل الاعتبارات فإن أول ميزة للفيلم أنه أنجز و حاول التعريف بإحدى الشخصيات من الرعيل الأول للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي و التي تبقى في المخيلة الشعبية مجرد أسطورة." وأضاف قائلا أن "الفضل يعود للمخرج حجاج الذي بدد الأوهام من خلال إصدار فيلم حول هذه البطلة."