أثار الفيلم الأخير للمخرج بلقاسم حجاج " فاطمة نسومر" الذي عرض لأول مرة منذ يومين بقاعة "السينماتيك" ببجاية ردود فعل متباينة للجمهور الذي أبدى تحفظه بشأن المرتبة المخصصة للبطلة، والتي اقتصرت على دور تاريخي ثانوي وضعيف على عكس زميلها شريف بوبغلة الذي سلطت عليه الأضواء. حيث أعابت بعض مداخلات متابعي الفيلم عدم احترام المخرج بلقاسم حجاج الصورة المعروفة لفاطمة نسومر، بمنحه الدور لامرأة ذات قامة طويلة ونحيفة على عكس البطلة التي كانت تتميز بالجمال وقصر القامة والسمنة. وقوة البصيرة وثقتها في مواجهة الانتقادات وجبن من أرادوا التخلي عن الكفاح المسلح. ومن جهته، لفت الطاهر بوكلة المستشار الفني لبلقاسم حجاج الذي لم يحضر العرض أن فاطمة نسومر شأنها في ذلك شأن الشيخ الحداد من بعدها (انتفاضة 1871) "لم تحمل السلاح بل كانت تقوم بدور القائد المعنوي والروحي وتتمتع بنفوذ كبير. وهذا ما حاولنا إبرازه من خلال هذا الفيلم الخيالي." ورغم ابتعاد الفيلم عن المعالجة التاريخية وحقائقها فإنه حظي باستقبال إيجابي من قبل الجمهور، حيث صرح رزاق في هذا الشأن بأن "القصة شيقة والإخراج الفني ناجح مع عرض صور جميلة للمعارك"، معتبرا أنه "بغض النظر عن كل الاعتبارات فإن أول ميزة للفيلم أنه أنجز وحاول التعريف بإحدى الشخصيات من الرعيل الأول للمقاومة الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي والتي تبقى في المخيلة الشعبية مجرد أسطورة." وأضاف قائلا أن "الفضل يعود للمخرج حجاج الذي بدد الأوهام من خلال إصدار فيلم حول هذه البطلة."