أتذكر كلمة حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال لمحمد عليه السلام يا بن أخي يا محمد حينما اعبر الصحاري بالليل والنهار وارى بأم عيني السماء والأرض والشمس والقمر أدرك أن هناك اله خالق لكل شيء واشهد انك يا بن أخي رسول الله وانك نبيه. ونحن أيضا حينما نقطع جبال الجزائر وصحاريها بالليل والنهار ونرى المقابر التي يرقد فيها آباءنا وأجدادنا من الشهداء الصادقين المؤمنين الذين دفعوا حياتهم في سبيل تحرير هذا الوطن ندرك أن استقلال الجزائر العزيزة علينا كان ورائه اسودا أعطوا للمستعمر درسا في النصيحة والجهاد في سبيل استرداد ديارنا التي أرادت فرنسا الاستعمارية الاستحواذ عليها، وما تصريح كوشنير في الأشهر القليلة الماضية حول موضوع نهاية العداء بين جيل الثورة وبين فرنسا بزوال هذا الجيل الشريف الطاهر هو العبث بعينه. لان الذين شيدوا مقابر ومعالم شهدائنا الأبرار بالرخام هم على دراية تامة بما فعلوا، لان روح الثورة يجب أن تبقى صامدة بصمود اللوحات الرخامية التي لو كان بإمكاننا لبنيناها بالذهب واللؤلؤ عرفانا منا بتضحيات الآباء والأجداد الأفذاذ الصناديد ونقول في هذا الإطار لكوشنير لا تكن مغرورا فالأسود لاتلد الفئران لأننا كجزائريين نعتبر أن ثورتنا المجيدة هي جزء من ديننا وعقيدتنا وشرفنا فنحن نرضعها لأبنائنا كل صباح تماما كما يرضع الوليد، لأننا تربينا على شيء واحد اسمه حب الوطن والولاء لرجاله المؤمنين الصادقين ممن لايزالون على قيد الحياة أو ممن قضوا نحبهم ولقوا ربهم محتسبين، وان روح الثورة العبقة الطاهرة مازلت تسري في عروقنا وأجسادنا بالرغم من أننا لسنا من جيل الثورة المباركة والمراهنة الخاسرة على إفراغ الشباب من الروح الوطنية والانتماء إلى جزائر الثورة هو كمن يراهن على تذويب الرخام الذي شيدت به مقابر الشهداء في قدر ماء ساخن. فعلى كوشنير وأمثاله الانتظار لأكثر من 100 قرن أخرى، فلربما تزول منا روح الثورة والانتماء إلى صانعيها واعتقد أن الأمر لن يسير في هذا الاتجاه لان الأجيال تزول وروح الثورة الخالدة تبقى متجذرة في الجينات الوراثية للأمة الجزائرية وهذا مالم تعيه فرنسا الاستعمارية الغبية.