حزب جبهة التحرير الوطني يجدد دعمه الكامل للمواقف الدبلوماسية الحكيمة للجزائر    رئيس الجمهورية يعزّي في استشهاد الطيّار المقدم بكوش    المسموح والممنوع في الخدمات الرقمية نحو الخارج    خطوات جديدة لمرافقة وترقية الاستثمار    "بريد الجزائر" يطلق صفحة خاصة بتطبيق "بريدي موب"    مظاهرات حاشدة في المغرب لإسقاط التطبيع    مجموعة فرنسية تنظم مسيرة لإطلاق المعتقلين الصحراويين    فرنسا: نائب عن حزب "فرنسا الأبية" يندد بالاستفزازات المستمرة لروتايو تجاه الجزائر    الصحراء الغربية: الرئيس غالي يشيد بالدور التاريخي للمرأة الصحراوية في مسيرة الكفاح من أجل الحرية والإستقلال    اختبار صعب ل"الخضر" في طريق التأهل لمونديال 2026    يوسف بلايلي سلاح بيتكوفيتش في مباراة بوتسوانا    لهفة الصائمين تعترض مساعي الحد من تبذير الخبز    في باكستان.. حرصٌ على اللباس المحتشم    ورشة مفتوحة لتغيير وجه المدينة    نجوم في بيت الفن والسمر    الجزائر تدين بشدة الهجوم الإرهابي على موكب الرئيس الصومالي    سلطة الضبط توجه إعذارات ل5 قنوات تلفزيونية    إحباط تمرير 30 قنطارا من الكيف عبر الحدود مع المغرب    7 متنافسين على المقعد الرياضي الأكثر نفوذا    النوري يزور مديرية الوثائق    الخضر يبحثون عن الفوز للاقتراب من المونديال    الجزائر تستنكر..    مهرجان للإنشاد والمديح بسكيكدة    إيرادات المنتجات الغابية في الجزائر تتجاوز مليار دينار في 2024    وزير الاتصال يؤكد على ضرورة تشكيل جبهة وطنية إعلامية للدفاع عن صورة الجزائر    حج 2025 : اجتماع تنسيقي لمتابعة عملية تسيير رحلات الحج    البيع المباشر لمنتجات تربية المائيات: إقبال متزايد من المستهلكين على سمك التيلابيا الحمراء    قسنطينة: وضع حيز الخدمة لمركز متنقل لتحويل الكهرباء بمنطقة سركينة    الذكرى ال63 لعيد النصر : تدشين وإطلاق مشاريع تنموية بجنوب البلاد    الجزائر- تونس: ابراز الإرادة المشتركة في التصدي للظواهر السلبية بالمناطق الحدودية    رابح ماجر:عمورة مستعد للعب في الدوري الإنجليزي    دخل قائمة المنتخب الوطني : مداني يحفظ ماء وجه البطولة المحلية    رئيس الجمهورية يعزي في استشهاد الطيار المقدم بكوش نصر    الأدب العربِي بالفرنسية/ التّصنيف المربك؟    متى يباح الإفطار للصائم    أجمل دعاء يقال في رمضان    قال إن المنتخب الجزائري يملك توليفة رائعة من اللاعبين.. صهيب ناير سعيد باللعب مع الجزائر    حوادث المرور: هلاك 8 أشخاص وجرح 235 آخرين خلال ال24 ساعة الأخيرة    مسؤول أممي: الوضع في غزة يزداد سوءا مع استئناف الغارات الجوية الصهيونية    الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة دون جمهور لشباب بلوزداد ومعاقبة مدربه راموفيتش    الذكرى ال63 لعيد النصر: تنظيم ندوة فكرية حول تجليات عيد النصر في المخيال الأدبي والفني الجزائري    نسيج وجلود: رقم أعمال المجمع العمومي "جيتكس" يرتفع ب15 بالمائة في 2024    الجامعة منخرطة بقوة في الأهداف التنموية للبلاد 2024- 2029    فتح 2000 مطعم وطنيا لتقديم وجبات للمحتاجين وعابري السبيل    تفكيك شبكة دولية منظمة تتكون من 11 شخصا    الجزائر ستظل دائما وفية لمبادئ وقيم الاتحاد الإفريقي    19 مارس و19 سبتمبر أين الحقيقة ..!؟    اتخاذ إجراءات ضد 53 مستورد للمورد    هل حافظت "طيموشة 3" على التألّق نفسه؟    بهجة رحال ونوري الكوفي نجما النوبة    الحويني في ذمة الله    مشروع توسعة مصنع "فيات" بوهران بلغ 70 %    أول رحلة للحجاج في 10 ماي المقبل    جاهد لسانك بهذا الدعاء في رمضان    هذا موعد أول رحلة حج    12 مطارا و150 رحلة لنقل 41 ألف حاج    الشروع في عملية حجز تذاكر السفر للحجاج : انطلاق أول رحلة نحو البقاع المقدسة يوم ال10 ماي المقبل    الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة
نشر في الجزائر نيوز يوم 04 - 06 - 2010

الكلام عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا ينتهي وفضائله الكثيرة والعظيمة لا تعد ولا تحصى، ولكن حسبنا أن نأتي ببعضها أن الله تعالى قرن إسم محمد باسمه قبل أن يخلق السموات والأرض
(لا إله إلا الله محمد رسول الله)
عندما خلق الله البشر، إصطفى منهم الأنبياء والرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم الخمسة، واصطفى من أولي العزم خليله وحبيبه محمداً، ففضله على جميع الأنبياء والمرسلين، فهو إمام الأنبياء، وإمام الأتقياء، وإمام الأصفياء، وخاتم الأنبياء، وسيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الدين، وصاحب الحوض المورود·
شرح الله صدره، ورفع الله له ذكره، ووضع الله عنه وزره، وزكاه في كل شيء· زكاه في عقله فقال سبحانه (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)، زكاه في صدقه فقال سبحانه (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)، وزكاه في علمه فقال سبحانه (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)، وزكاه في بصره فقال سبحانه (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)، وزكاه في فؤاده فقال سبحانه (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)، وزكاه في صدره فقال سبحانه (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)، وزكاه في ذكره فقال سبحانه (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)، وزكاه كله فقال سبحانه وتعالى (وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)·
فهو حبيب الله، وهو خليل الله، وهو أكرم الخلق على الله عز وجل·
وما نبي من الأنبياء إلا وقد أخذ الله عليه العهد والميثاق أن يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصره إذ بُعث كما قال الله جل وعلا : (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْناكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)·
في الحديث الذي أخرجه مسلم والترمذي وأحمد من حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)·
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع مشفع·
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يوم القيامة في يوم يزداد همه وكربه على جميع الناس، يوم تدنو الشمس من الرؤوس، فتغلى من حرارتها، ثم يؤتى بجنهم كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود (يؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)·
فإذا رأت الخلائق زفرت وزمجرت غضبا لغضب الله عز وجل، فإذا رآها الخلائق لا يقدر مخلوق على أرض المحشر أن يقف على قدميه من الحسرة والفزع والهول، فيخر جاثيا على ركبتيه (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) الجاثية: 82
ويطول الموقف على جميع الناس حتى الأنبياء، فيقول بعضهم لبعض (لا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم، فيقول بعض الناس لبعض ائتوا آدم عليه السلام················· ائتوا محمد، عبد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر)·
فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: إرفع يا محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم شفع، فيحد لي حدا، فيدخلهم الجنة، ثم أعود الثانية، فإذا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال لي إرفع محمد قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأرفع فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم شفع، فيحد لي حدا، فيدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال إرفع محمد قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد الله بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حداً، فيدخلهم الجنة· أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون مما ذلك؟وصفته خديجة بعد النبوة ملخصة صفاته قبل النبوة بما معناه بأنه: يقري الضيف، ويغيث الملهوف، ويعين على نوائب الحق، مستدلة بهذه الصفات على السلامة من الآفات، ومثبتة له على أمر النبوة·
قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله خَلَقَ الخَلقَ، فَجَعلنِي من خَيْرِهم من خَير فِرَقِهِم، وَخَيْرِ الفَريِقَينِ، ثُم تَخَيَّر القَبَائِلَ، فَجَعلنِي من خَيْرِ قَبِيلَةٍ، ثُمَّ تَخَيَّرَ البُيُوتَ، فَجَعَلنِي مِن خيْرِ بُيُوتِهم، فَأنَا خَيرُهُم نَفْساً وَخَيْرُهُم بَيْتاً)·
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ''بُعِثتُ من خيرِ قرونِ بني آدمَ قرناً فقرناً، حتى كنتُ منَ القرنِ الذي كنتُ منه)·
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) الشعراء 912 قال: (من صلب نبي إلى صلب نبي حتى صرت نبياً)·
إن الأمم والشعوب والدول، تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها، وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرفنا، ولا رأينا، رجلاً أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والتاريخ، أعظم ولا أجل من رسول الله·
الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعظم الناس، وإذا سمعت عن عظيم فاعلم أنك إذا رأيته كان أقل مما سمعت، إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، إنه أعظم وأعظم مما تسمع عنه·
إن أعظم الصفات من كريم الخصال وحميد السجايا قد جمعها الله عز وجل لصفوة خلقه، جمعها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم·
العادل: الذي قال في حزم: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)·
المتواضع: الذي قال بحنان لامرأة هابته (هوني عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)·
العابد: يتبتل إلى الله حتى تفطرت قدماه، وتشققت رجلاه فتقول له زوجته عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، كيف تفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكورا)و
فلقد وُصِف عليه الصلاة والسلام بأنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر
قال أنس رضي الله عنه : ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام شيئا إلا أعطاه· قال: وجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدا يُعطي عطاء لا يخشى الفاقة· وأعطى صفوان بن أمية يوم حُنين مائة من النعم، ثم مائة، ثم مائة· فمن أعطى مثل هذا العطاء؟؟
ومن يستطيع مثل ذلك العطاء والسخاء والجود والكرم؟ بل مَن يُدانيه؟
إن من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يُمكن أن يُعطي مثل ذلك العطاء·
ولو أعطى مثل ذلك العطاء، فلديه الكثير، أما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيُعطي العطاء الجزيل، وربما بات طاوياً جائعاً·
فهذا الذي أخذ بمعاقد الكرم، فانفرد به، وحاز قصب السبق فيه، بل في كل خلق فاضل كريم، فلا أحد يقترب منه أو يُدانيه في ذلك كله·
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة، وكان أجود ما يكون في رمضان·
كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ·
وقَدِمَ عليه سبعون ألف درهم، فقام يَقْسمُها، فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منها صلى الله عليه وسلم·
وأخبر جبير بن مطعم أنه كان يسير هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مَقْفَلَهُ من حنين، فَعَلِقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمُرة، فخطفت رداءه، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعطوني ردائي· لو كان لي عدد هذه العِضَاه نَعَماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا، ولا كذوبا، ولا جبانا·· رواه البخاري·
------------------------------------------------------------------------
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
قال بن جوريون الصهيوني اللعين وهو يرتجف: ''نحن لا نخشى الاشتراكيات، ولا الثوريات، ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام، هذا المارد الذي نام طويلاً، وبدأ يتململ من جديد''.
تفقه في دينك ودنياك
س: هل يجوز للرجل أن يفارق زوجته أكثر من سنتين علما بأنه في غربة يطلب الرزق، وما هي المدة الشرعية في نظركم التي ينبغي للزوج الرجوع فيها؟
ج: الواجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف وحق العشرة حق واجب على الزوج لزوجته وعلى الزوجة لزوجها، ومن المعاشرة بالمعروف أن لا يغيب الإنسان عن زوجته مدة طويلة لأن من حقها أن تتمتع بمعاشرة زوجها كما يتمتع هو بمعاشرتها، وقد حدد بعض الصحابة غيبة الزوج بأربعة أشهر، وبعضهم بنصف سنة·
قرآننا شفاؤنا
قال الله تعالى: ''فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ'' (سورة التغابن الآية 8 و9)·
الله قريب مجيب
قال حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ''لا يحتلبن أحد ماشية أحد بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه وإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم اطعماتهم فلا يحتلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه'' موطأ الإمام مالك·
السنة منهاجنا
''ماذا تقول يا أبا أمامة قال: أذكر ربي قال: ألا أخبرك بأفضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في السماء والأرض سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما أحصى كتابه وسبحان الله ملء كل شيء وتقول: الحمد لله مثل ذلك'' آمين يا قريب يا مجيب ·
------------------------------------------------------------------------
لمن كان له قلب
: احفظ لسانك
من هنا الطريق إلى الجنة؟!
أخي المسلم الكريم، أختي المسلمة الكريمة: اعلما أنَّ مَن حَفِظَ لِسَانَهُ قَلَّ خطأهُ، وندر عثاره وكان أملك لزمام أمره وأجدر ألا يقع في محذور، وقد بشر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من يضمن ذلك وضمن له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الجنة في قوله: ''من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة''، وفي رواية أيضا: ''من توكل لي ما بين رجليه، وما بين لحييه توكلت له بالجنة''· فعلى هذا ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك يحصل كثيرا للكثير من الناس· فالمسلم إذا استقام لسانه استقامت جوارحه، وأما من أطلق عنان ذلك الأمر، ودخل لسانه في معصية الله، وخاض في أعراض الناس، فإن جوارحه ستعصي وتنتهك حرمات الله، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ''إذا أصبح ابن آدم، فإنَّ الأعضاء كلها تُكفِّر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا''·
أخي المسلم الكريم، أختي المسلمة الكريمة: تذكر دائماً وقوفك عند الله وأنت عريان، فلا تطلق لسانك، وكن عليه رقيباً.
اللسان دليل على كمال عقل الإنسان أو نقصانه، فمن أفلت لسانه دل على نقصان عقله فأكثر الناس كلاماً ولغواً هم أقلهم عقولا، تمعن جيدا فالأمر جد خطير، لأنه متعلق إما بدخول الجنة أو النار، وهذا ما نرجوه، وهو العمل على ما يدخل الجنة، وتجنب ما يدخل النار· اللسان يدخل الإنسان الإسلام بكلمة، ويخرج منه بكلمة، ويدخل بذلك النار· تنبه دائماً أن كل كلمة وكل لفظة مسجلة، كم يجلس الإنسان في مجالس، وفي أكثر المجالس يأتون بإنسان ميت ينهشون بلحمه يأكلون أخاهم ميتاً، نعم من يغتاب أخاه المسلم كمن يأكل لحم أخيه ميتا، فالمسلم له حرمة، وحرمته أعظم من حرمة الكعبة فقد روى ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ''ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأنْ نظن به إلا خيرا''·
تذكّر أخي المسلم، أختي المسلمة الكريمة: كم إنسانا تكلمت فيه؟ وكم إنسانا طعنت فيه؟ كل هؤلاء سوف يكونون خصمائك عند الله تعالى، نعم سيكونون خصمائك يوم القيامة، فهذا أخوك المسلم تغتابه وتتكلم فيه وتطعن به، ولا تظنه سيكون خصمك يوم القيامة، أتظن أن الله سيتركك؟ لا: إن الله لن يتركك، لأن الله أعدل العادلين ينصف المظلومين من الظالمين· فتنبه دائما أن الكلمة إذا خرجت فهي مكتوبة لك أو عليك، فإياك وإياك أنْ تتكلم إلا وتفكر هل سيكتب لك أو عليك؟ والسلامة لا يعدلها شيء فإن لم تعرف أن ما تتكلم به خيرا أو شرا فعليك بالصمت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ''من صمت نجا''، فانتبه دائماً للسانك قال تعالى: ''وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ'' (الإسراء: 63) يقول عبد الله بن مسعود: ''والله الذي لا إله غيره ما من شيء أحوج إلى سجن من لسان''، وهذا ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن كان يقول: ''قل خيراً تغنم، أو اصمت تسلم قبل أن تندم''·
أخي المسلم الكريم، أختي المسلمة الكريمة: تمعنا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وشمائله وانظرا كيف أنه كان كثير الصمت، فهذا نبينا الأعظم رسول ونبي وكانت هذه صفته، وكان الأعرابي يدخل المسجد فلا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة كلامه، ولا من جلسته ولا من مكانه، وهذا دليل على مزيد تواضعه صلوات الله وسلامه عليه·
أخي المسلم الكريم، أختي المسلمة الكريمة: تمعن في قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: ''من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت''، هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأن الصمت والسلامة لا يعدلهما شيء، فأنت إذا تكلمت إما لك وإما عليك قال تعالى: ''وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ'' (الانفطار : 01 - 11)، فاحرص دائماً أن تقول قولاً سديداً، لأنه ليس هناك كلام يذهب سدىً فأنت تتكلم بكلام إما يسخط الله فيكتب عليك، وإما من رضوان الله فيكتب لك·
فعليك دائماً أنْ تتنبه إلى لسانك حتى لا يوردك الموارد، فهذا أبو بكر الصديق المبشر بالجنَّة، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم بالغار يشير إلى لسانه ويقول: ''هذا أوردني الموارد''، فإذا كان هذا حال لسان أبي بكر، ذلك اللسان الذاكر الحامد المسبح، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، الناصر لدين الله، المصدِّق لرسول الله، فما حال ألسنتنا، نسأل الله السلامة·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.