تحصل مخبر "أرشفة تاريخ المسرح" لقسم الفنون لجامعة وهران على أكثر من 1.500 محضر للشرطة الاستعمارية الفرنسية تخص منع النصوص المسرحية الجزائرية التي كانت تدعو إلى الحرية ومكافحة الاستعمار من العرض حسبما أفاد بها مدير المخبر. وذكر الأستاذ الباحث ميرات العيد على هامش يوم دراسي حول "ثورة التحرير في نتاج المسرح الجزائري" المنظم بجامعة وهران بمناسبة اليوم الوطني للشهيد أن "شرطة الاستعمار الفرنسي كانت تقوم بقراءة الأعمال المسرحية لمنع كل ما يحمل معاني التحرر و تتعرض بإشارة إلى وجود الاستعمار وتدعو إلى الحفاظ على الهوية الوطنية". وتبرز تلك المحاضر التي تحصل عليها المخبر من معهد المسرح بفرنسا مدى محاصرة الاستعمار الفرنسي للمبدعين الجزائريين من التعبير بكل حرية عن معاناة الشعب الجزائري وعن حفاظه لهويته الوطنية ورفضه للاستعمار الفرنسي وكذا منع طبع و نشر أعمالهم يضيف ذات الباحث. "وعلى الرغم من ذلك فإن المبدعين المسرحيين الجزائريين كانوا يلجؤون إلى شتى الطرق لعرض أعمالهم التي كانت تتناول مواضيع بسيطة وتحمل معاني الحرية والاستقلال ومكافحة المستعمر" كما أشير إليه. ومن جهته أكد الأستاذ لخضر منصوري من قسم الفنون أن "المسرح الجزائري في الخمسينيات لعب دورا كبيرا في التعريف بثورة التحرير المجيدة وفي نقل بشاعة الاستعمار الفرنسي" غير أن الإبداعات المسرحية حول الثورة وبطولات الشهداء وتضحيات الشعب التي أنتجت ما بعد الاستقلال تميزت ب "السطحية و غلب عليها التكرار مما جعلها غير مشوقة". كما قدمت الأستاذة أنوال طامر من ذات القسم مداخلة نقدية للنص المسرحي "الجميلات" من إخراج الفنانة صونيا وتأليف الروائية نجاة طيبوني والذي يتناول دور المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية ومشاركتها القوية في محاربة الاستعمار. وبرمج في هذا اليوم الدراسي المنظم من قبل قسم الفنون لكلية الآداب واللغات والفنون عدة مداخلات من تقديم أساتذة من وهران وسيدي بلعياس ومستغانم وسعيدة.