أوصى مشاركون في اللقاء الوطني حول "بناية المسرح في الجزائر" الذي نظم يوم الثلاثاء بوهران بإنشاء لجنة متخصصة في اعداد دراسة طوبوغرافية للأثار الرومانية لاعتمادها كأرضية في أي مشروع ترميم المسارح التي تعود للعهد الروماني. وفي هذا الاطار شددت الدكتورة طامر أنوال أستاذة بقسم الفنون الدرامية لجامعة وهران أن الجزائر "ضخت أموالا طائلة لترميم بعض المسارح الرومانية وتلك التى بنيت في فترة الإستعمار الفرنسي غير أن هذه العمليات لم تكن تراعي الجوانب التقنية والفنية للبناية المسرحية". وأوضحت في محاضرتها حول "واقع إرث البناية المسرحية الحالية بالجزائر" أن مبادرات الترميم التي عرفت انتعاشا مؤخرا بالجزائر "سلمت مهمتها لأطراف لا علاقة لها بمفهوم الترميم حيث قام بها المقاول الذي يسعى إلى الربح". وللحفاظ على هذا الارث المسرحي ترى نفس المتدخلة أن الدراسة الطوبوغرافية الخاصة بالبناية المسرحية "أمر ضروري" للفريق المرمم لتمكينه من القيام بعمله طبقا للبطاقة التقنية مع أخذ بعين الاعتبار أغلب المرافق التابعة للبناية على غرار الخشبة والقاعة وغرف الممثلين. وبعد أن تعرضت لى بعض تجارب الترميم للبنايات المسرحية بالجزائر شددت المحاضرة على "ضرورة فتح مجال التعاون مع مهندسين معماريين أجانب مختصين في الترميم لاكتساب مهارة تقنيات الترميم وتكوين عناصر شابة". ومن جهته دعا الأستاذ غريبي عبد الكريم من جامعة مستغانم الذي قدم محاضرة حول "المعمار المسرحي مقاربة سيميولوجية" إلى "التخلص من تصور بناء مسارح مغلقة" بالجزائر و"اعتماد تصور يرتكز على بناء مرافق مفتوحة مرتبطة بالتراث الجزائري المسرحي" ملحا على "إشراك رجال المسرح في اعداد التصاميم" للمشاريع باعتبار أن البناية المسرحية لها بعدا سيميولوجيا وذات مرجعية تاريخية وثقافية. وفي سياق متصل أوضح المسرحي الأستاذ لخضر منصوري أن تجربة المسرح في الفضاء المفتوح "أتبثت نجاحها" و"قدرتها على استقطاب الجمهور" وصنعت الفرجة حيث كانت "قريبة من المواطن عكس المسرح الذي يكون في العلبة الايطالية أي "المسرح المغلق". وكان هذا اللقاء الذي تزامن مع احياء ذكرى مظاهرات 11 سبتمبر 1960 والذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر والذكرى ال25 لتأسيس قسم الفنون الدرامية بوهران فرصة للحديث عن تاريخ المسارح الرومانية بالجزائر التي "إستعمل المستعمر الفرنسي أحجارها لبناء ثكنات عسكرية" استنادا إلى دراسات تاريخية تم التطرق اليها. وقد حضر اللقاء طلبة وأساتذة من مختلف جامعات الوطن ومسرحيين .وقد نظم من قبل قسم الفنون الدرامية بمساهمة مخبر أرشفة المسرح الجزائري لنفس القسم.