تعرف ولاية تيارت ظاهرة خطيرة يضع أصحابها حياة كل سكان الولاية بدون استثناء على كف الموت في كل لحظة، حيث أن الكثير من الصيادلة يشغلون بائعي أدوية لا علاقة لهم بالمجال الصيدلاني أو الطبي أو حتى الشبه الطبي، في وقت يرتكب فيه الصيادلة أنفسهم أخطاء تكلف المرضى حياتهم، أو تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومزمنة تصاحبهم على مدى الحياة نتيجة بيعهم أدوية غير مدونة على الوصفات الطبية. ونظرا لان هذا المشكل أصبح يقلق العديد من المواطنين وكذا العاملين في المجال الصحي، حولنا التحقيق في الموضوع والتقرب من المواطنين بالكثير من المناطق على مستوى والذين يعرفون عن كثب الكفاءات العلمية للعديد من الباعة بالصيدليات، اكتشفنا أن نسبة لا يستهان بها منهم لا يحملون شهادات صيدلة أو طب أو حتى شبه الطبي، أو بيولوجيا أو حتى أنهم درسوا خلال الفترة الثانوية بشعبة الطبيعة والحياة لتكون لهم ولو فكرة بسيطة عن الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، خاصة بالمناطق النائية البعيدة عن عيون المراقبة، ألا أن هذا لا يعني أن وسط المدينة لا توجد بها حالات عديدة، حيث انه نادرا ما يقوم المريض بالعودة إلى الطبيب من اجل معاينة الدواء المدون في الوصفة ليكتشفوا أسباب الأمراض التي تصيبهم، بل غالبا عندما تؤدي الأدوية المصروفة من طرف الصيادلة أو الباعة الذين يعملون بالصيدليات إلى أعراض غير مرغوبة، يظنون أن السبب عدم قدرة الطبيب على تشخيص المرض، هذه الظاهرة لا تقتصر على الخواص فقط بل أكد بعض مستخدمي قطاع الصحة أن هناك صيادلة بالمستشفيات وعاملين بوكالة صيدلة عمومية غير مؤهلين مهنيا وعلميا. وفي هذا الإطار أفاد بعض الضحايا ممن أدت بهم الأخطاء الناتجة عن صرف أدوية مغايرة لتلك المدونة في الوصفات إلى الدخول في دوامة الأمراض المزمنة وعلى رأسها إمراض ضغط الدم، التي غالبا ما تسببها المضادات الالتهاب نتيجة لاحتوائها على كميات إضافية من اليود، حيث أن الجرعات الإضافية تسبب ارتفاعا في ضغط الدم، وهو الأمر الذي أكدته إحدى السيدات بإحدى بلديات تيارت حيث أفادت أنها كانت تعاني من الآلام على مستوى الظهر، ما أدى بالطبيب إلى وصف لها مضاد التهاب بجرعة بسيطة تقدر بنصف قرص كما أن تركيبته اخف من تلك التي قدمت لها من طرف الصيدلية القرية، الأمر الذي أصابها باختلاج ، وغثيان، اضطراب قوي إلى درجة أنها شارفت على الشلل، ومن ثم ارتفاع ضغط الدم لديها، إلا أنها تقول لحسن الحظ أن معدتها قذفت ذلك القرص، وعند عرض حالتها على الطبيب المعالج أكد انه لم يصف لها هذا الدواء وواجه الصيدلية، كما أكد أن من حق المريضة متابعتها قضائيا، وتقول أنها تراجعت لتبقى تعاني لحد الساعة من مرض ضغط الدم المزمن. ومن اجل تفادي هذا المشكل أكد بعض الأطباء خاصة منهم المختصون والذين يصفون أدوية لها تبعات على صحة الإنسان في حالة أي خطأ مهما كان بسيطا مرضاهم بمراجعة الطبيب بعد شراء الأدوية للتأكد من تطابقها مع المتواجدة في الوصفة وبنفس الجرعات تفاديا للأمراض المترتبة عن الاستعمال الخطأ للأدوية ، مثل القصور الكلوي، أمراض المعدة وتلك مؤثرة على تركيبة الدم والضغط، منها من يؤدي إلى التأثير على الأعصاب وغيرها،كما أن تفاعل أدوية التي لا يجوز تناولها مع بعضها البعض، يؤدي إلى نتائج سلبية على حياة المرض. وللاستفسار عن موقف مديرية الصحة بتيارت وبعد امتناع المدير عن التصريح وتوجيهنا إلى المكلف بالإعلام الذي أكد أن الأمر لا يتعلق فقط بالصيادلة الخواص وإنما هناك موظفون تابعون للقطاع الخاص يعملون بوكالات صيدلانية عبر مختلف البلديات ومرخصون من طرف الدولة لكن دون شهادات تثبت تأهيلهم العلمي.