نفت عمادة الصيادلة وجود ندرة في الأدوية بالصيدليات والمراكز الصحية بالجزائر رغم صعوبة التأكد من توفر هذه المنتوجات الصيدلانية بالدواوين في ظل عدم توفر أية وسيلة فعالة للقيام بذلك، مقترحة في هذا الصدد تخزين كمية معتبرة من الأدوية الضرورية والتي تكفي للتزويد لمدة ثلاثة أشهر على الأقل لتفادي مشكل الندرة بالمناطق التي تعرف تذبذبات في التوزيع· في الوقت الذي اقترح فيه مختصون على المتعاملين في السوق الاجتهاد لإنتاج أدوية جديدة تعوض الأدوية التي تكلف أموالا باهظة والتي لا تعالج حاليا بالأدوية الجنيسة· ولم يستبعد السيد أمير توافق نائب رئيس عمادة الصيادلة تسجيل بعض النقص في بعض الأدوية، حيث ذكر المتحدث لموقع " كل شيء عن الجزائر" أمس وجود ثلاثة عوامل رئيسية تتحكم في سوق الأدوية بالجزائر، والتي يمكن اعتبارها سببا رئيسيا في تذبذب توفر الأدوية والمنتوجات الصيدلانية المستوردة، منها انقطاع على مستوى سلسلة أو شبكة التصنيع والإنتاج أو لدى الممولين الأجانب· إضافة الى مشكل التوزيع المحلي للأدوية بالكمية اللازمة والضرورية في منطقة ما وانعدامها في منطقة أخرى من الوطن· أما العامل الثالث الذي يتحكم في السوق ويؤثر فيها هو إجراءات الضبط التي تنظم سوق الصيدلة التي بادرت بها الحكومة والتي تجيب عن توجهات السياسة الصحية العمومية "والتي تتناقض أحيانا مع الأهداف التي تسطرها مؤسسات إنتاج الأدوية الصيدلانية "التي لابد أن تضمن استمرارية ورواج نماذجها الاقتصادية، وهو ما يشكل حسب المتحدث باسم عمادة الصيادلة نتائج درامية في السوق بسبب نقص أو ندرة الأدوية الضرورية التي يكثر عليها الطلب خاصة تلك التي تعالج الأمراض المزمنة· وفي رده على بعض الأطراف التي أرجعت النقص في بعض الأدوية الى تأخر وزارة الصحة في التوقيع على برنامج استيراد الأدوية لسنة 2008، اعتبر السيد أمير توافق أن هذا التأخر جاء بسبب اشتراط السلطات العمومية على المتعاملين عقلنة التوقعات السنوية في عملية الاستيراد والتزام المؤسسات المستوردة بمعايير استيراد الأدوية الجنيسة، علما أن عدة مؤسسات وطنية منتجة للأدوية الجنيسة ومختصون في هذا النشاط اشتكوا في تصريح ل" المساء"، من هذا المشكل معتبرين أن السماح باستيراد نفس الأدوية الجنيسة التي تصنعها المؤسسات المحلية بأسماء أخرى من الخارج وتعالج نفس الأمراض وتؤدي نفس المفعول "لا يعد تشجيعا للإنتاج المحلي الذي يبقى مخزنا في الصيدليات ولا يلقى إقبالا من طرف الزبائن بحكم الاعتقاد السائد لدى العديد من المواطنين والذي مفاده أن الأدوية الجنيسة خاصة المحلية منها غير فعالة"، حيث أشار بعض الأطباء والصيادلة ل" المساء" إلى أن الأدوية الجنيسة تؤدي نفس مفعول الأدوية الأصلية إلا أن العديد من المواطنين يتخوفون منها بسبب انخفاض سعرها مقارنة بالأدوية الأصلية، واعتبروا أن هذا الفرق في السعر أمر عادي ومنطقي باعتبار أن ارتفاع سعر الأدوية ذات العلامات العالمية أو كما يسميها البعض الأصلية يعود لعدة عوامل يدرجها الصانع ضمن عملية البيع منها مبادرة اكتشافه واختراعه لهذا الدواء والوقت الذي يستغرقه في اختراعه، مقارنة بالأدوية الجنيسة التي لا يستغرق انتاجها كل هذا الوقت والجهد لأنه إن صح التعبير يقوم "بعملية التقليد "فيما يخص المكونات والمقادير ويعطي لدوائه اسما مختلفا فقط· ودائما فيما يتعلق بمشكل الندرة في التزويد ببعض الأدوية خاصة في المناطق النائية والمناطق المعزولة التي تعرف تذبذبا في التوزيع، ينصح المختصون في مجال الصيدلة بحفظ مخزون من الأدوية يكفي لمدة ثلاثة أشهر على الأقل لتأمين الصيدليات، محملين إياهم مشكل تسجيل بعض النقص بسبب عدم تخزين الكمية اللازمة من الأدوية· من جهة أخرى ترى عمادة الصيادلة أن دعوة المتعاملين في سوق الصيدلة لاستيراد مالا يقل عن 45 بالمئة من الأدوية الجنيسة مبادرة جيدة تسمح بالاستغناء عن استيراد بعض الأدوية الأصلية للعلامات الدولية وتعويضها ببعض المنتوجات الجنيسة· كما سيسمح هذا الاقتصاد بتجنيد الموارد المالية الإضافية من أجل ضمان الجزء المبتكر علميا أي المكونات الضرورية لعلاج بعض الأمراض البارزة خاصة الأمراض غير المعدية كداء السرطان وغيره· وفي سياق آخر، دعا المختصون في ميدان الصيدلة المتعاملين في إنتاج الأدوية الجنيسة للاجتهاد أكثر من اجل مواكبة أهداف الصحة العمومية من خلال تجديد ترسانتهم في مجال الصناعة الطبية والعلاجية بالجزائر من أجل مواجهة الأمراض الجديدة التي يكلف علاجها فاتورة باهضة، باعتبار أن هذه الأمراض لا تعالج بالأدوية الجنيسة، ولا بد من التقيد بالدواء الأصلي·