تعبر السينما النسائية الفلسطينية عن "و اقع هذا البلد المكافح و ذلك بقوة غير قابلة للمقارنة" حسب ما ذكرته يوم الخميس بقسنطينة الكاتبة الفلسطينية آسيا الريان. و في مداخلة قدمتها على هامش حفل اختتام الأسبوع الثقافي لدولة فلسطينبقسنطينة الذي نظم في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 20145" صرحت السيدة الريان بأن السينما الفلسطينية التي كانت في ما مضى سينما نضالية "أصبحت منذ 15 سنة فنا حقيقيا و أصليا". و أضافت بأن إحساس السينمائيات الفلسطينيات "مكن من اكتشاف و بقوة الحياة اليومية في فلسطين حتى في ظل الاحتلال الإسرائيلي" مشيرة إلى أن المخرجات في بلدها "تحكي على طريقتهن المعاناة التي يعيشها آلاف الفلسطينيين الذين سلبت منهم أرضهم." و ذكرت آسيا الريان على الخصوص دور المخرجة الفلسطينية علياء أرسوغلي التي لم تتوقف عن دعم و تشجيع السينمائيين الذين بدأوا يظهرون في عالم السينما قبل أن تؤكد بأنه بفضل مهرجان شاشات كسبت سينما المرأة جمهورها في فلسطين مضيفة في هذا السياق بأن المخرجتين عزة و سعدة تغريد وجدت أفلامهما الوثائقية مكانا في مختلف المهرجات الدولية. و بعد أن أشارت إلى أن النساء هن "الأجدر بإيصال مشاكل و انشغالات النساء للجمهور" أضافت السيدة الريان بأن هذه الاسماء من المخرجات و غيرهن من بينهن غادة طراوي و ناهد عواد و كذا كاتبة السيناريو ليانا بدر قد تناولن "بوضوح و بنظرة ثاقبة" إشكالية الطلاق في المجتمع الفلسطيني و كذا ظواهر أخرى مثل الفقر و اضطهاد المرأة من طرف كل من الرجل و الاحتلال. و أكدت آسيا الريان و هي رئيسة مهرجان فيلم النساء العربيات و كذا مسؤولة العلاقات و الاتصال للدار العربية للفنون اللذين يوجد مقراهما بلاهاي (هولندا) بأنها و من خلال اهتمامها بالنشاطات الثقافية تعمل على إبراز "الدور الهام للنساء" في مسيرة التاريخ و الديناميات الاجتماعية السياسية للبلدان العربية. و خلافا للأفكار السائدة عن المرأة العربية خاصة في أوروبا فإن هذه المجموعة من كاتبات السيناريو و المخرجات نجحت من خلال أعمالهن في "فرض الرؤية النسائية" في معالجة عديد المواضيع الاجتماعية. و بالموازاة مع البرنامج الثقافي فإن الأسبوع الثقافي الفلسطينيبقسنطينة كان ثريا و مكثفا حيث اكتشف محبو الفن السابع "متسللون" لخالد جرار الذي يصور مشاهد حية لفلسطينيين يحاولون بشتى الطرق الدخول لمدينة القدسالمحتلة و كيف يخترقون جدارالفصل و قد يتعرضون خلالها للاعتقال و دفع غرامات مالية. و بدوره نال فيلم "لما شوفاك" لآن ماري جاسر فيحكي حياة لاجئين فلسطينيين بالأردن في سنوات الستينيات إعجاب الجمهور على غرا الفيلم الوثائقي بعنوان"غزة" الذي يعرض لأول مرة و يصور حالة الدمار بمدينة غزة عقب الهجوم العسكري الإسرائيلي العام 2008. و تميز حفل اختتام الأسبوع الثقافي الفلسطينيبقسنطينة بأداء رائع لفرقة "أوف" يبرز التراث الموسيقي و الغنائي الفلسطيني و ذلك على إيقاع الدبكة. و اقترح الأسبوع الثقافي الفلسطيني كذلك على أطفال قسنطينة ورشة للرسم حملت تسمية "لون فلسطين" عبر من خلالها الصغار بكل حرية عن خيالهم حيث رسموا العلم الفلسطيني و أشجار زيتون و قبة مسجد الأقصى.