سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس بوتفليقة:"المجاهد جعل من حياته مشروعا للتحرر من أغلال المستعمر وعبوديته" الذكرى المزدوجة ل 20 أوت تستمد عمقها التاريخي من رجال اقتنعوا بأن الاستعمار ليس قدرا محتوما
أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الخميس بقسنطينة أن مجاهد الثورة التحريرية المجيدة جعل من حياته مشروعا للتحرر من أغلال المستعمر وعبوديته وبناء صرح الأمة واستعادة دورها الحضاري بين الأمم. وفي رسالة له بمناسبة احياء اليوم الوطني للمجاهد قرأها نيابه عنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أكد الرئيس بوتفليقة ان "المجاهد جعل من حياته مشروعا للتحرر من أغلال المستعمر وعبوديته،وبناء صرح هذه الأمة واستعادة دورها الحضاري بين الأمم، فكانت قمة في العطاء الإنساني وذروة في التضحية والفداء". وأضاف رئيس الدولة انه "بذلك تبوأ المجاهد درجة عالية من التبجيل،ومن الاحترام والتقدير ،فمناقبه باقية وأثره ممتد في الزمن ،ولن يخبو له دور في ايقاظ الضمائر واستنهاض الهمم وإثراء مقومات العطاء والصمود والشموخ وسيظل مبعث اعتزاز وافتخار" وذكر الرئيس بوتفليقة "ان استذكار تلك الأمجاد الأصيلة والملاحم البطولية لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار الذين صنعوا لنا انتصارا مرصعا بالعزة والكرامة والقيم الإنسانية السامية ،وأحدثوا بجرأتهم وبعد نظرهم تحولا تاريخيا في مسيرة حركات التحرر بالعالم وألهمو بتلك الانتصارات الشعوب المستضعفة التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار، هو استذكار لرموز مجدنا وعزتنا ممن كان همهم الأول والأخير تحرير الوطن وإزاحة الظلم الجاثم على صدر الشعب الجزائري". وخلص الرئيس بوتفليقة قائلا:" وعليه ،فان قراءة مثل هذه الأحداث الخالدة،وهي كثيرة في مسيرة الثورة ،عن تبصر وتدبر تكشف لنا عن القوى الكامنة في وعي شعبنا،وهي حرية بتمثلها واستلهامها في معركة بنائنا لبلادنا بنفس القيم المؤسسة ،في كنف الوحدة والعمل،والايثار والتضحية والغيرة على المثل الجامعة في الدين الحنيف والهوية الوطنية ،والعدالة الاجتماعية والحرية المسؤولة التي يتساوى فيها الجميع والتي يسمو فيها الوطن ومصالحه العليا فوق أي اعتبار أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بأن الذكرى المزدوجة ل 20 أوت تستمد عمقها التاريخي من عظمة الرجال الذين صنعوا التاريخ باقتناعهم بأن الاستعمار لم يكن قدرا محتوما. و لفت رئيس الجمهورية إلى أن الذكرى المزدوجة ل20 أوت "تستمد عمقها التاريخي و معاني القوة و السمو من عظمة أولئك الرجال الذين آلو على أنفسهم أن يصنعوا التاريخ حين اقتنعوا بوعيهم و بصيرتهم أن الاستعمار لم يكن قدرا محتوما لا فكاك منه". كما جاءت الذكرى المزدوجة ل20 أوت (هجومات الشمال القسنطيني 1955 و انعقاد مؤتمر الصومام 1956) لتؤكد قناعة هؤلاء بأن "إرادة الشعوب المتوثبة لكسر أغلال القهر و الاستبداد تسمو على ما سواها مهما بلغت من الصلف و الغطرسة". و تابع رئيس الجمهورية يقول في رسالته بأن شرارات نوفمبر "انطلقت برسالة فصيحة لا غبار عليها إلى كل من يهمه الأمر" و هي المحطة التاريخية "المرموقة" التي جاء بعدها مؤتمر باندونغ سنة 1955 حيث احتفل زعماء العالم الثالث و قادته بالثورة التحريرية لتنتقل بعدها معركة الكفاح إلى منابر منظمة الأممالمتحدة.
الذكرى المزدوجة ل 20 أوت كانت حجة موثوقة عن تنامي الوعي لدى قيادة الثورة بالداخل والخارج
اعتبر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذكرى المزدوجة لهجومات 20 أوت بالشمال القسنطيني و نجاح قيادة الثورة في عقد مؤتمر الصومام "حجة موثوقة" عن تنامي الوعي آنذاك لدى الطلائع المقاتلة على الجبهتين الداخلية و الخارجية في سبيل استرجاع السيادة الوطنية. و أكد الرئيس بوتفليقة أن هذين الحدثين يعدان "حجة موثوقة عن تنامي الوعي و استكمال النسق ضمن تلك الحيوية التي كانت تعمل من خلالها الطلائع المقاتلة على الجبهتين الداخلية و الخارجية في اتساق مع حركة التاريخ لفرض توازن جديد في العلاقات بين الدول و الشعوب. ومن هذه الزاوية، شكلت انتفاضة 1955 التي قادها الشهيد زيغود يوسف تتويجا عسكريا لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 "بلغ فيه التحدي و المواجهة ذروة التضحية و منازلة العدو" مما شكل "برهانا للتصميم مهما كان الثمن"، يقول رئيس الجمهورية. وفي نفس المنحى، اندرج انعقاد مؤتمر الصومام بقرية إيفري أوزلاقن ببجاية الذي "اتسم بالقوة الناعمة التي أبدع فيها العقل الثائر منظومة تشريعية و مؤسساتية و نظامية لإدارة المعركة" وذلك في أبعادها العسكرية و الاجتماعية و الدبلوماسية من أجل استنزاف مقدرات العدو و حلفائه، يضيف الرئيس بوتفليقة في رسالته.
الرئيس بوتفليقة يدعو إلى رص الصف الوطني لمواجهة مخاطر الإرهاب
دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الشعب الجزائري إلى رص الصف الوطني لمواجهة مخاطر الإرهاب "المدمر والهمجي"، داعيا أيضا الجزائريين إلى الوقوف في صف واحد في وجه التخلف و في مواجهة الإحباط و التشكيك و اليأس. وجاء في رسالة للرئيس بوتفليقة "هذا ودفاعا على وطننا وحريتنا، يتعين علينا جميعا ان نرص أيضا صفنا الوطني في وجه مخاطر الإرهاب المدمر والهمجي الذي لا يعرف لا الحدود ولا الأوطان". وأضاف الرئيس بوتفليقة "ان مثال المجاهد الذي نحيي يومه الوطني يستوقفنا جميعا،نحن وكافة المواطنين والمواطنات، مهما كانت مشاربهم ومناهلهم السياسية، لنقف في صف واحد منيع، ورباط وثيق، في وجه التخلف بكل أنواعه، وفي مواجهة الإحباط والتشكيك واليأس، بالأمل والثقة في النفس، والتحدي الايجابي لكل الصعاب الاقتصادية التي تجتاح المعمورة اليوم". وتابع رئيس الدولة قائلا:"ونستشرف معا بعبقرية شبابنا من العلماء والباحثين والمبدعين، مستقبلا مأمولا لما بعد عصر الطاقة، واستبداله بعصر التكنولوجيات الحديثة بالاستثمار في المعرفة والذكاء، و الطاقات المتجددة و الثرواث البديلة وما أكثرها والحمد لله في بلادنا".
الرئيس بوتفليقة يدعو إلى فحص مقدرات الثورة بعد نصف قرن من تحقيقها
دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى فحص مقدرات الثورة بعد نصف قرن من تحقيقها وعدم الوقوف فقط عند حدود "التباهي" بها ك"عمل ملحمي" اعتركت فيه إرادة الشعب الجزائري ضد إرادة محتل ظالم. و قال الرئيس بوتفليقة : " ينبغي ألا نقف عند حدود التباهي بالثورة كعمل ملحمي اعتركت فيه إرادة شعبنا ضد إرادة محتل ظالم، بل يجب علينا، بعد نصف قرن من تحقيق هذا الإنجاز، أن نفحص مقدراتها، و نشخص مستوى الوعي الذي تحلت به طلائع الأمة التي فجرت الثورة و قادتها بمراحلها المتعاقبة، و هي جلها استثنائية، في الداخل و الخارج". و أعتبرالرئيس بوتفليقة أن هذه الذكرى "مادة للفكر والتأمل، و ظاهرة للتحليل و الاستقراء"، كما هي "قيمة أخلاقية وإنسانية انتصر فيها الجزائريون للمشترك الرمزي الجامع لهم، للقيم الإنسانية". و أضاف قائلا أيضا أن الذكرى هي فوق ذلك "مرجعية وطنية أعادت لحم النسيج الاجتماعي، و توحيد الإرادة و شحذ الهمم، و جمع الناس على كلمة سواء، مما سما بسمعتها لدى الآخرين لتصبح قدوة و منهجا لكل مستضعف ينشد الحرية و الكرامة". و أكد رئيس الجمهورية في هذا السياق أن تلك الجملة من "القيم الرمزية"، التي تولدت من الثورة، كانت كفيلة بأن تؤدي دور "صمام الأمان لبلادنا في مواجهاتها لاهتزازات عنيفة، زلزلت دولا أخرى و أغرقتها في فوضى".
الرئيس بوتفليقة يؤكد تمسك الجزائر ببناء الصرح المغاربي
أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تمسك الجزائر بمشروع بناء الصرح المغاربي في كنف القيم السامية التي جمعت الدول المغاربية إبان مكافحتها للاستعمار الفرنسي. و أكد الرئيس بوتفليقة ، "تمسك الجزائر بمشروع بناء صرح المغرب العربي" و ذلك في كنف "قيم الحق و الحرية و الوحدة و التقدم المشترك". و ربط رئيس الجمهورية بين حاضر المنطقة و ماضيها النضالي الذي عاد لاستذكاره، حيث قاسم الشعب الجزائري في تلك الفترة نضال الشعبين المغربي و التونسي في وجه الحماية المفروضة عليهما، في الوقت الذي "كان فيه رواد الثورة الجزائرية يحضرون لهبة للشعوب المغاربية كلها من أجل استئصال الاستعمار من جذوره". و أردف الرئيس بوتفليقة مؤكدا بأن ما عاشته الشعوب المغاربية سوية ولد لديها شعورا مشتركا بأن "مصيرها واحد في السراء و الضراء" و من ثم "بدأت تجتمع شروط ثورة مغاربية جماعية تكتب صفحة أخرى مباركة في تاريخ القارة الإفريقية والوطن العربي". و دعا في هذا الصدد إلى ضرورة إعطاء اهتماما بالغا "لهذه المناعة المنبثقة من ثورة نوفمبر المجيدة تصديا لكل المؤامرات التي تحاك، أو قد تحاك من الخارج أو من الداخل، ضد وطننا الغالي". وخلص رئيس الجمهورية " و نحن إذ نخلد هذه الذكرى التي يعتز بها الشعب الجزائري ونحتفي بأبطالها الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل انتزاع الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، فإننا نتوخى إبراز ماتزخر به هذه المناسبات التاريخية من قيم ومعان تنير أذهان الأجيال الصاعدة بما تطفح به من دلالات عميقة وأبعاد سامية لإذكاء مشاعر الاعتزاز بأمجادنا".