ماذا لو عاد "الأولياء الصالحين" إلى حاضرنا هذا؟ ... هو عمل مسرحي جديد يسعى ركح مدينة العلمة لتجسيده وعرضه قريبا في مدينة الجسور المعلقة وهذا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث تتواصل التحضيرات والتدريبات بالمسرح المدينة الجهوي تحت إشراف مخرج العمل " نبيل بن سكة "، هذا الأخير الذي تبنى نص عبد الرحمن كاكي، وحاول ترك بسمته الخاصة على الانتاج عبر تناول العمل من الزاوية التي رأى هو أنها الأهم والرسالة الأقوى في عمل كاكي. ورشة التحضير لمسرحية ”الڤراب والصالحين” لا تزال سارية على قدما وساق، لبلوغ النتيجة النهائية المتكاملة والتي ترقى الى حدث عاصمة الثقافة العربية، ويغني رصيد المسرح الجزائري، ومن خلال ما وقفت عليه "جريدة المسار العربي" خلال حضورها واحدا من ايام التحضيرات بمسرح العلمة، تجلى بوضوح جمالية النص المقدم بالدارجة العامية، وتمكن الممثلين الى حد مقبول من العمل سواء في تجسيد الأدوار المنوطة بهم أو الأداء والإلقاء المقبول. المسرحية وحسب ما أكده المخرج نبيل بن سكة، رغم انها مبنية على نص عبد الرحمن كاكي ”الڤراب والصالحين” إلا أنه اختار أن يكون بطلها الرئيس ذاك العامل البسيط والشريف، الوحيد في قرية ما يقتات من عرق جبينه في زمن شاعت فيه الخزعبلات، والطرق الملتوية لبلوغ المبتغى، هنا اكد المخرج أنه يرى في هاته الرسالة الانسانية اهم شيء في العمل، لابد من ايصاله بوضوح للجمهور، بعيدا عن الرمزية وبطريقة مباشرة، وأضاف أنه فضل اعتماد أسلوب "التغريب" خلال بداية المسرحية كاختيار جمالي وتقني، وهدم الجدار الرابع مع توضع المشاهد في سياق أنه يشاهد تمثيلية لا غير. من جهته أكد الممثل الصاعد "محمد بوعافية" الذي جسد الدور الرئيسي "قدور"، أنه حمل على عاتقه شخصية محورية في العمل تدور حولها أغلب الأحداث، وفقا لما ارتآه المخرج، هذا الدور الذي يصور الرجل الصالح والعامل المكد بشرف في قرية طغت عليها المادة... ليحاول خلال أطوار لمسرحية إعادة أهله وجيرانه الى جادة الصواب بسماته القوية والمبادئ النبيلة، وأضاف بوعافية أنه وجد راحة تامة في تعامله مع المخرج نبيل سكة نظرا لشخصيته المتفهمة رغم صرامتها، مؤكدا أن تجربته هذه ومشاركته في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية هو إضافة لرصيده وخطوة كبيرة نحو التقدم والابداع. ”الڤراب والصالحين” تروي قصة عودة ثلاثة أولياء صالحين إلى الزمن الحاضر، يسألون أهل القرية فردا فراد، إيواءهم لليلة واحدة ، إلا صليحة العمياء المعروفة بتصرفاتها الطائشة تقبل وتطعمهم عنزتها الوحيدة التي كانت ترتوي بحليبها، ليكافئها الصلاح بارجاع بصرها ومال وافر، اختارت أن تكرمهم به وتبني لهم المقامات وتحيي الزيارات بشرفهم، هنا تغرق القرية في الخرافات، واللهث وراء الأطماع، ويحتد الصراع بين صوت وحيد للحق، ومجتمع أعمته ملاذ الدنيا. وتمثل فريق عمل مسرحية ”الڤراب والصالحين” في إيجا صليحة في دور ”صليحة”، لاكروت موسى في دور ”الڤراب”، جميلة طلال في دور ”الوالي الأول”، بلحاج اسماعيل في دور ”الوالي الثاني” ، بوسواليم نجيب في دور ”الولي الثالث” ، قشي جمال في دور ”الشاب”، بوعافية محمد في دور ”قدور”، شرفة الطاهر في دور ”لخديم”، سماعن عزالدين في دور ”الاعمى”، بهلول حورية في دور ”فطيمة”، فارس بوسعدة في دور ”الهاشمي”، هواري راجا في دور ”عويشة”، صارة بوزيد في ”دور المير”، رابح قادري في دور ”الزائر الأول”، زقار سمير في دور ”الزائر الثاني”، بلال صابري في دور ”الدرويش”، سعادنة ياسين في دور ”الراقص الأول”، بن دشاش مصطفى في دور ”الراقص الثاني”، هدنة الياس في دور ”الراقص الثالث”، سينوغرافيا العرض خواطرة شوقي، وبالنسبة لرقصات العرض فهي تحت إشراف الكوريغراف ياسين نيفادة.