يخوض الفيلم الروائي الطويل "زيوس" في حياة الرئيس الكاتب "مانويل تيكسيرا جوميز" (1860 – 1941) الذي أنهى حياته بمدينة بجاية بعد أن اختار اللجوء إلى الجزائر سنة 1925 متخليا عن رئاسته للبرتغال (منذ 1923)، فيتأرجح سيناريو الفيلم بين الجغرافيا التي تراوحت بين ضفتي المتوسط، لترسم مسار السيرة الذاتية لهذا الرجل الذي آثر أن يتخلى عن الحكم طواعية لينئى ببلده عن الصراعات والاحتقان. بداية الفيلم كانت من ليشبونة البرتغالية مع بدايات حكم مانويل تيكسيرا (سيند فيليب)، حين بدأت حركة مناوئة له بنت معارضاتها على كتاباته التي اتهمت بالكفر، والفجور... وبعد حوالي خمس دقائق الفيلم رحل مخرج زيوس "باولو فيليب مونتيرو" بالكاميرا إلى الصحراء الجزائرية أين أطلق العنان للكاميرا بلقاطات واسعة، ترسم شساعة تلك الجهة التي حل بها بطل الفيلم سنة 1926، متخليا عن رئاسة البرتغال، وبحثا عن سلام الروح، بعد خيار اعتباطي جاء نتيجة تقريره بالسفر على باخرة زيوس –zeus- حين اطلع على الرحالات المغادرة لبلده ألأم وأعجب باسم هذا القارب، وأصر على الرحيل فيه مهما كانت الوجهة. فيلم زيوس هو إنتاج جزائري برتغالي مشترك لسنة 2017، معظم مشاهده نقلت مرحلة مهمة من حياة جوميز ببجاية، إبان استعمار فرنسا للجزائر، هناك أين ربطته صداقة وطيدة بالمؤذن مقران (إيدير بن عيبوش)، بالمقابل كسر المخرج التسلسل الزمني للسيناريو للتداخل باستمرار مشاهد متقطعة عن مرحلة شباب البطل في البرتغال. واعتم الفيلم الروائي الطويل على اللغة البرتغالية، القبائلية، واللهجة العربية الجزائرية، وعرف ظهور عدد من الممثلين الجزائريين مثل مراد خان، سيد احمد أقومي، وفضيل عسول... وبدا جليا أن صانعي الفيلم وجدوا أنفسهم محدودين في ما تعلق بالديكور، ولجؤوا إلى الخيار الأسهل حين اعتمدوا على اللقطات القريبة والضيقة خاصة في بجاية، لكي لا يغامروا ويحيدوا عن السياق الزمني للفترة التي تدور فيها أحداث الفيلم.