بواسطة عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية المسار العربي / المحامي محمد احمد الروسان n وترامب واستراتيجية الأيحاء بالفشل وخدعة الأنسحاب الأمريكي من الشرق والشمال السوري. n جون بولتون شرير البيت الأبيض الجديد صقر بلا مخالب ولكن؟.
الحلقة 02- في تحليل لنا سابق على هذا التحليل، اشتبكنا في موضوعة: مرجل الأرهاب الكيميائي الأمريكي الثلاثي، جينا هاسبل وجون بولتون ومايك بوميو، حيث جون بولتون بجانب رئيسه القاتل الروسي في البيت الأبيض الرئيس دونالد ترامب، فما هي القصة اذاً؟ وكيف سيعمل جون ضمن أركان مستشارية الأمن القومي الأمريكي؟ جون بولتون شرير البيت الأبيض الجديد، مع كل من مايك بوميو وزير الخارجية وجينا هاسبل رئيسة وكالة المخابرات المركزية، من التلفاز إلى البيت الأبيض مستشارا للأمن القومي الأمريكي، لقد كان محللاً للسياسة الخارجية الأمريكية في قناة فوكس نيوز، وقد اختاره الرئيس وقد يجعله صقراً بلا مخالب، وان كان كلباً مفترساً من المحافظين الجدد، والذي ما زال يدافع عن غزو العراق، بجانب الكلب المسعور ماتيس وزير الدفاع - البنتاغون، وكان ترامب من متابعي هذه القناة بشكل مستمر، انّ منصب مستشار الأمن القومي ليس أول منصب سياسي لبولتون، فالرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش كان قد عينه سفيراً لأمريكا في الأممالمتحدة، وقد عارض الكثيرون حينذاك ترفيع بولتون إلى مثل هذا المنصب حيث أرسل 100 نائب أمريكي رسالة إلى نواب مجلس الشيوخ، وطالبوا برفض ترشيح بولتون إلى ذلك المنصب لكن جهودهم باءت بالفشل، وكما هو معروف، يمكن للرئيس الأمريكي أن يعين مستشار الأمن القومي بشكل مباشر حيث لا يحتاج تعيين موظفي البيت الأبيض إلى تأييد مجلس الشيوخ، ومن المعروف أن مستشار الأمن القومي يقوم بتنسيق السياسات الخارجية والأمنية للحكومة، وهو أحد أهم مستشاري رئيس الجمهورية، ويقدم هذا الشخص تقريراً مستقلاً إلى رئيس الجمهورية، وعندما يستقبل رئيس الجمهورية رئيس الأف بي أي أو وزير الدفاع سيكون إلى جانبه، يقع مكتب بولتون في البيت الأبيض إلى جانب مكتب رئيس الجمهورية، حيث سيكون العنوان الرسمي لمنصب بولتون الجديد هو(مساعد الرئيس في شؤون الأمن القومي). كان مستشار الأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش(استيفن هادلي)قد وصف عمله بالشكل التالي:(كن وسيطاً صادقاً، قم باطلاع الرئيس بشكل منصف وشفاف وشامل، احصل على ثقة زملائك، كن غير مرئي، استغن عن زملائك إلى حد كبير، وقدم استشاراتك إلى رئيس الجمهورية بشكل سري)، ولا يقتصر عمل مستشار الأمن القومي على تنظيم الملف الأمني اليومي لرئيس الجمهورية، بل يقوم أيضاً بتجميع ما يحصل عليه من الوزارات والأجهزة الأمنية التي سيبحث مجلس الأمن القومي بشأنها، بالإضافة إلى تنسيق الإجراءات المختلفة لمواجهة الأزمات الموجودة وتدوين الاستراتيجيات الخاصة بذلك، وفي سياق القيام بوظائفه يجب عليه أن يلحظ دوماً السياسات الاقتصادية والدبلوماسية للرئيس الأمريكي، كما يفترض أن يكون منصب مستشار الأمن القومي بعيداً عن تأثير التيارات السياسية، ويقدم مجلس الأمن القومي استشاراته إلى الرئيس الأمريكي فيما يخص أهم قضايا السياسة الخارجية والقضايا الأمنية، وتتألف هذه المؤسسة من نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ووزير الخزينة ووزير الدفاع ومستشار الأمن القومي، ويرأسها رئيس الجمهورية، وتتمحور مناقشات مجلس الأمن القومي الأمريكي في الوقت الحالي حول كيفية مواجهة إيران وكوريا الشمالي، وقد كتب جون بولتون مقالاً في جريدة نيويورك تايمز في عام2015م، حدد فيه نهج مستشار الأمن القومي الجديد قائلاً: نحن يجب أن نقوم بقصف إيران بالقنابل لمعالجة قضية قنابل إيران، ويقدم بولتون حلّاً متطرفاً مشابهاً لقضية كوريا الشمالية وقد جدد مؤخراً دعمه للهجوم الوقائي على كوريا الشمالية، ويتوقف مدى تأثير مجلس الأمن القومي على سياسات واشنطن، على إرادة وقرار الرئيس الأمريكي بالتنسيق مع البلدربيرغ الأمريكي، فالرئيس جون كنيدي قد قلّص من قدرة مجلس الأمن القومي، وزاد من قوة الرئيس، كما همّش الرئيس جونسون هذه المؤسسة إلى حد كبي، ورغم ارتباط مستشار الأمن القومي بوزارة الخارجية بشكل رسمي، إلا أنه في الحقيقة يجب أن يعمل بشكل مستقل لكنه أمر سيولد الاحتكاك لاحقاً، وهذا كان سبب الخلاف الشهير بين برجينسكي(مستشار الأمن القومي لجيمي كارتر)وسايروس فانس(وزير الخارجية الأمريكي آنذاك)، حيث وصل الجدل بين الاثنين إلى وسائل الإعلام، وأدى إلى توجيه ضربة إلى مكانة مجلس الأمن القومي، كما كان هناك خلاف مماثل أيضاً بين كوندوليزا رايس(أول امرأة ترأس مجلس الأمن القومي) وديك تشيني(نائب جورج بوش)، ومنذ بدء عمل إدارة دونالد ترامب، تم تسليط الأضواء على مجلس الأمن القومي الأمريكي، وقد قرر ترامب في يناير 2017 تعيين كبير مستشاريه المثير للجدل(استيفن بينن)عضواً في لجنة قادة مجلس الأمن القومي، وقام ترامب في نفس الوقت بإبعاد المشرف على منظمة الأمن القومي ورئيس أركان الجيش من فريقه الحكومي، هذا وقد نفّذ ترامب هذه الخطوة حينذاك عبر إصدار قرار، خلافاً لرأي معارضيه، وكان منتقدوا ترامب يعتبرون تعيين(بينن)محاولة لتسييس مجلس الأمن القومي ومخالفة لمعايير الجدارة والاختصاص، لكن بعد ذلك عادت هيكلية هذه المؤسسة إلى شكلها الطبيعي ولم يعد(بينن)الآن من موظفي البيت الأبيض، بجانب كل ذلك سيواجه جون بولتون مشكلات تنظيمية في بداية تسلمه لمنصبه الجديد، وذلك بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة له شخصياً، كما توجد حتى الآن مناصب مهمة شاغرة سواء في وزارتي الخارجية والدفاع، أو في الأجهزة الامنية، وإن أحد هذه المناصب هو منصب السفير الأمريكي في كوريا الجنوبية الشاغر، وهذا فراغ في حال تم ملؤه بعيداً عن جون بولتون، فإنه قد يحرم من أحد أهم مواطئ قدمه. الأمريكي وعبر ممارسة كافة أنواع الكاماسوترا، مع حركة دينية متطرفة جديدة، تأسّست قبل عقدين من الزمن، وهي:-(الحركة الصهيونية المسيحية)المتحالفة مع الكيان الصهيوني، للتعجيل بالعودة الثانية للسيد المسيح عليه السلام، حيث تؤمن بخرافات تاريخية، ويزيد عدد أتباعها في الداخل الأمريكي، عن ثمانين مليون، انتخبوا جميعاً دونالد ترامب، ومن أتباعها الرئيس الأمريكي المقبور ريغان، وجورج بوش الابن، وجاريد كوشنير صهر الأهوج الرئيس ترامبوا، وغيرهم كثر من رموز كارتلات المال والسلاح في الداخل الأمريكي. هذا الأوان والحالة العربية والإسلامية المحزنة، تمارس(الترامبيّة)السياسية الجديدة ذات وضعيات الكاماسوترا في الفراش، مع "الرجعية العربية المستحدثة وغلامانها الجدد من مملكات القلق الخليجي"، والتي يتم توظيفها وتوليفها لتخدمه، وتساوقاتها مع الإسرائيلي في كل شيء، إزاء إنتاج "بويضة" ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب وعمليات سريّة قذرة واستثمارات في الأرهاب لأدواتها، ومتشاركة مع حروب نفسية لجهة ما يجري من عدوان أممي في سورية، يراد تفعيلها من جديد، عبر ما كشفته وزارة الدفاع الروسيّة مؤخراً عبر استخباراتها، عن بدء واشنطن بتأسيس تشكيلات عسكرية جديدة من بقايا الإرهابيين في سورية لتأسيس ما يسمى(الجيش السوري الجديد)، وتم استخدام مخيم في الحسكة ومنذ ستة شهور خلت، لتدريبهم وتسليحهم(النواة الأولى من بقايا الإرهاب)ليبقوا كمسمار جحا في الداخل السوري. ثمة شراكات تاريخية عميقة لكارتل "الرجعية العربية الحديثة المستحدثة"هذه، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات "الإسرائيلي" وبعض الغربي الأستخباري المرتهن. فهل بدأت العاصمة الأمريكيةواشنطن دي سي، باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا؟ هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي والقضاء على داعش في سورية والعراق؟. الأمريكي الآن يتخذ من سلال بروباغندا عدائه لإيران(مسرحية نيكي هيلي الأخيرة)، لفرض سياسات جديدة على حلفائه في المنطقة وتقسيمهم، تمتد من الأستحلاب المالي الى التوظيف العسكري والمخابراتي لخدمة سياسته في الشرق الأوسط والتي هي سياسة الكيان الصهيوني بامتياز، فلا ثمة حيّز حل للقضية الفلسطينية في ظل سياسات ورؤى البلدربيرغ الأمريكي العدوانية، والتي تعبر عنها الأدارة الترامبيّة الحالية. وبعد قرار دونالد ترامب الأخير، والذي هو وعد بلفور بنسخته الثالثة، بعد أن كانت ما تسمى بمبادرة السلام العربية في قمة بيروت، بمثابة بلفور أثنين التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد في السعودية. ونؤكد أنّ ما يجري في الشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الأقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والأرهاب والأستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة.