وصف الوزير الصحراوي المنتدب لأوروبا محمد سيداتي الادعاءات المغربية حول الدعم العسكري المزعوم من إيران إلى جبهة البوليزاريو عبر حزب الله اللبناني ب "الانتهازية السياسية المبتذلة" الرامية إلى "تقويض جهود الأممالمتحدة" من أجل تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وصرح السيد سيداتي قائلا إن "الاتهامات الصادرة من المغرب تنم عن انتهازية سياسية مبتذلة ترمي إلى تقويض جهود الأممالمتحدة". وإذ نفى "نفيا قاطعا" أي حضور عسكري لأي قوة أجنبية إلى جانب جيش تحرير الشعب الصحراوي أكد محمد سيداتي أن هذه الادعاءات "التي تضاف إلى سلسلة التصريحات والابتزازات التي لا أساس لها من الصحة" تهدف إلى "تشويه سمعة جبهة البوليزاريو وتقويض مسار السلم الأممي في الصحراء الغربية." وأضاف أن "المغرب يحاول استغلال التوجهات الدولية الحالية لتعزيز احتلاله غير القانوني للصحراء الغربية" مشيرا إلى أنه "لا يوجد أي دليل يدعم تصريحات المغرب التي لا أساس لها من الصحة". وأشار الوزير الصحراوي إلى أن اتهامات الرباط جاءت مدة قصيرة بعد مصادقة مجلس الأمن الأمي على القرار 2414 الذي يمدد عهدة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية (المينورسو) بستة (6) أشهر. ويذكر أن مجلس الأمن الأممي صادق يوم 27 أبريل الماضي على مشروع قرار مدد بموجبه عهدة المينورسو بستة أشهر إلى غاية 31 أكتوبر 2018 ودعا طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو إلى استئناف المفاوضات "بدون شروط مسبقة وبحسن نية" بغية التوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وأكد السيد سيداتي أن "القرار وجه للمغرب رسالة واضحة وقوية : ضرورة عودته إلى طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة". وأوضح في هذا الصدد أنه على عكس المغرب الذي يحاول بشتى الطرق التملص من التزام التفاوض تبقى جبهة البوليزاريو "ملتزمة" بطريقة "بناءة" بمسار السلام الاممي. وأضاف قائلا "لقد أوضحنا للسيد كوهلر (المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية) أننا مستعدين وجاهزين لمباشرة مفاوضات مباشرة تحت رعاية الاممالمتحدة". ودعا السيد سيداتي المجتمع الدولي لاسيما الاتحاد الاوروبي إلى الضغط على المغرب لكي يضع حدا لجميع الأعمال التي تقوض مسار السلم الأممي". وطالب الوزير الصحراوي الاتحاد الأوروبي بوضع حد لدعمه للاحتلال غير القانوني للصحراء الغربية من قبل المغرب منددا بمناورات المفوضية الأوروبية التي ترمي إلى ادراج الصحراء الغربية في الاتفاقات التجارية بين الاتحاد الاوروبي والمغرب بدون موافقة الشعب الصحراوي كما ينص عليه القانون الأوروبي. للإشارة قرر المغرب يوم الثلاثاء قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب مزاعم ب "دعمها" لجبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي حسب ما أعلنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وإذ وصف منسق جبهة البوليزاريو مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية امحمد خداد "الادعاءات المغربية" ب"الكاذبة" أكد أن المغرب ليس له أي دليل. من جهتها قامت وزارة الشؤون الخارجية باستدعاء السفير المغربي بالجزائر لاطلاعه على "استنكار السلطات الجزائرية للتصريحات غير المؤسسة كليا والمقحمة للجزائر بطريقة غير مباشرة التي أدلى بها وزير الخارجية المغربي".