تختلف طريقة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف في الجزائر من منطقة الى أخرى باختلاف العادات والتقاليد والأعراف التي تتبعها كل منطقة من مناطق الوطن. حيث تختلف عادات العاصميين عن غيرهم من الجزائريين في الشرق الجزائري أو في الغرب أو في الجنوب فلكل منطقة خصوصيتها في الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة. الاحتفال بالمولد النبوى الشريف يبدأ من ليلة 11 من ربيع الأول ولهذه الليلة خصوصيتها وميزتها لدى كل الأسر الجزائرية التي تسبقها بأيام عملية التحضير لهذه المناسبة أين تلجأ فيها العديد من الأسر الجزائرية الى اقتناء كل المستلزمات الضرورية من أجل الاحتفال بهذه المناسبة الدينية. تحضير وجبة عشاء خاصة احتفالا بهذه المناسبة....أو عشاء الموسم وفى هذه المناسبة تقوم كل العائلات الجزائرية بتحضير عشاء ليلة المولد النبوى الشريف ويكون هذا الأخير مختلفا بحسب عادات وتقاليد كل منطقة ، ففي منطقة الشرق الجزائري تعتبر الشخشوخة على رأس المائدة باعتبارها الأكلة الأكثر اشتهارا في المنطقة، خاصة عند الاحتفال بالمناسبات الدينية والخاصة على العموم. هذا وتقوم العائلات الجزائرية بإعداد طبق الطعام كما يعرف لدى العامة أو الكسكسى أو الرشتة وذلك حسب رغبة كل عائلة وحسب طريقة احتفالها. احتفال الأطفال بالمولد النبوي الشريف له خصوصيته ومنزلته وطريقته الخاصة للمناسبة خصوصيتها ومنزلتها الخاصة لدى الأطفال، حيث تعتبر هذه المناسبة مميزة جدا بالنسبة إليهم و كذا لفئة الشباب بصفة عامة، إذ لهم طريقتهم الخاصة في التعبير عن فرحتهم وبهجتهم في هذه المناسبة. وذلك باقتنائهم في وقت سابق لمختلف أنواع المفرقعات والألعاب النارية المختلفة الألوان والأشكال والأحجام والتي تعد أساس الاحتفال بهذه المناسبة. فمن غير المعقول أن تتصور مناسبة كهذه دون اللجوء الى استعمال الألعاب النارية التي تعود عليها الأطفال منذ الصغر والتي لها أسماء مختلفة من "الشيطانة" الى "الدوبل بومب" الى" الصواريخ" وغيرها من الأسماء و التسميات المختلفة والغريبة التي تطلق عليها. وصولا الى أبسط وسيلة للاحتفال باستعمال "النوالات" التي تعتبر أول ما يبدأ التمرن عليه واستعماله من قبل فئة الأطفال الصغار. حيث تضاء سماء الجزائر في تلك الليلة بإطلاق أطنان من المقذوفات والمفرقعات والألعاب النارية المختلفة الألوان والأشكال، و التي تختلف أسعارها حسب طريقة استعمالها ودرجة فعاليتها. لتصبح السماء ملونة وملبدة بمختلف أنواع الألعاب النارية. هذا وتضاء الشرفات الجزائرية بالشموع التي تزين أغلب الشرفات والأسطح وكذا الفوانيس التي تضئ سماء تلك الليلة، لتعطيها رونقا وبريقا وخصوصية تختلف عن سائر الأيام. إذ يبدأ الاحتفال بهذه المناسبة قبيل المغرب الى ساعات متقدمة من الفجر، وهذا الى غاية ظهيرة اليوم التالي والتي غالبا ما تتواصل الى اليوم الثاني. فما هي إلا لحظات قبيل أن تغيب الشمس وقبل أن يسدل الليل ستاره ، حتى تتحول الشوارع العاصمية والجزائرية التي تنام في العادة باكرا ، الى ساحة معركة سكت فيها الكلام ونطقت فيها "المدافع" وصعد فيها الدخان وفاحت منها رائحة البارود التي تختلط برائحة العنبر والبخور المنبعثة من على الأسطح والشرفات ، حيث لا ينقطع فيها صوت الانفجارات المدوية للألعاب النارية والمفرقعات التي تلبد وتزين السماء. ترديد للأناشيد والمدائح الدينية استذكارا لسيرة الرسول العطرة.... فلا يقتصر الاحتفال بالمولد النبوى الشريف على فئة الشباب والأطفال فقط بإطلاق المفرقعات والألعاب النارية .بل يتعدى الاحتفال كل بقعة . حتى المساجد فلها هي الأخرى برنامجا خاصا للاحتفال بهذه المناسبة، حيث تقام فيها خطب دينية ومسابقات والأناشيد استذكارا لسيرة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ،تخليدا لسيرته العطرة على مدى أسبوع أو أكثر. كما يتم فيها توزيع جوائز مختلفة على حفظة القران الكريم الى غير ذلك من طرق الاحتفال المتنوعة. وضع الحناء تبركا باليوم الفضيل ...طريقة أخرى للاحتفال بالمناسبة هذا وتقوم العائلات الجزائرية والنسوة خاصة بالاحتفال بهذه المناسبة بطريقتهن الخاصة، وذلك بوضع الحناء للفتيات وللأطفال الصغار وكبار السن تبركا وتيمنا بهذه المناسبة، التي تضفى طابعا خاصا على هذه الليلة. الى جانب تحضير مختلف الحلويات أو كما تعرف ب" الدراز" والسهر وسط تجمع العائلة وهى المناسبة التي يحضر فيها كل أفرادها. تحضير مختلف أطباق الحلويات صبيحة يوم المولد النبوى الشريف.... وفى صبيحة يوم الثاني عشر من ربيع الأول تقوم العائلات الجزائرية بتحضير أطباق حلوى خاصة بالمناسبة والتي تختلف من منطقة الى أخرى مثل طبق" الزريرة" المعروف في الشرق الجزائري أو "السلو" أو "الطمينة" وهى الطبق الأكثر شهرة في العاصمة الجزائرية ، كما أنها أكلات يتم تحضيرها للاحتفال بالمولود الجديد. لذلك تم اختيار هذا الطبق للاحتفال بمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. ...قد تتحول الفرحة الى ندم في غياب الحرص والانتباه ما يلاحظه الجميع هو فرحة الأطفال كثيرا عند قرب حلول هذه المناسبة التي يعبرون فيها عن سعادتهم بطريقتهم الخاصة وذلك بالاستعانة بمختلف الألعاب النارية والمفرقعات التي قد تكلف العائلات في كثير من الأحيان ثمنا غاليا إن غاب الحرص والانتباه. هذا و يقوم الأطفال الصغار وحتى الشباب بتراشق وتبادل رمى المفرقعات على بعضهم البعض والتي تنغص على كثير من العائلات فرحتهم بالمناسبة، خاصة وأننا نلاحظ من سنة الى أخرى تطور شكل ونوعية ودرجة فاعلية هذه المفرقعات التي تظهر بريئة في الغالب إلا أنها تكلف الكثير من العائلات ما كانوا في غنى عنه لو انتبهوا قليلا. تحذير المختصين في هذه المناسبة بضرورة أخذ الحيطة والحذر... فكما هو ملاحظ في كل مرة يقترب فيها حلول المولد النبوى إلا وأننا نلاحظ تزايد الحديث عن الموضوع من قبل المختصين والأطباء الذين يقومون في كل مرة بتنبيه الأولياء بضرورة مراقبة أبنائهم واختيارهم بأنفسهم للألعاب التي يقتنيها أبنائهم حفاظا على سلامتهم، حيث يطالبون في كل مرة بضرورة الحرص والحذر والانتباه. هذا و تسجل المستشفيات في كل سنة أعدادا ونسبا متزايدة من المصابين جراء الألعاب النارية والتي نلاحظ تزايدها في كل سنة نظرا الى تطور درجة فاعلية وخطورة هذه الألعاب من سنة الى أخرى. فمن الضروري على الشباب والأطفال الحرص على سلامتهم باختيار نوعية الوسيلة التي يرغبون بالاحتفال بها من أجل الإبقاء على سلامتهم والاحتفال في أحسن الظروف. وبهذا يبقى للمولد النبوى الشريف وطريقة الاحتفال به طابعا وخصوصية ومكانة منفردة في قلوب الجزائريين بصفة خاصة والأمة الإسلامية عامة ، والذي تسعى فيه العائلات الى الإبقاء على أصالة هذه المناسبة، وعادات وطرق الاحتفال بهذه الذكرى الكريمة إحياء لمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتبقى لها طريقتها الخاصة وعاداتها المتنوعة بتنوع واختلاف مناطق وعادات الشعب الجزائري.