احتفل الشعب الجزائري على غرار الأمة الإسلامية أول أمس بذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء متميزة تخللتها حفلات دينية، ومسابقات في حفظ القرآن الكريم الى جانب إقامة تظاهرات اجتماعية بمختلف مناطق الوطن تعكس أصالة تقاليدنا العريقة في إحياء هذه المناسبة العزيزة على قلوب المسلمين· فقد أشرف السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة رفقة الطاقم الحكومي وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر على حفل ديني، أقيم مساء الاربعاء بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تخلله تكريم أوائل الفائزين في مسابقة حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف على مستوى العاصمة·وعادت الجائزة الأولى في مسابقة حفظ القرآن الكريم كله مع التجويد للطالب مجيد زرزي، في حين نال الجائزة الثانية الطالب سعيد عناني· أما في المسابقة الثالثة المخصصة لحفظ نصف القرآن الكريم فجاء في المرتبة الاولى الطالب عبد الرحمن عمراوي ليحل بعده في المرتبة الثانية الطالب حشفة ساعد·وفيما يخص الجائزة الأولى في مسابقة حفظ ربع القرآن الكريم فعادت الى الطالب عبد العزيز فران في حين نال الجائزة الثانية المتسابق سفيان كبان· كما نال الجائزة الاولى في المسابقة الأخيرة والمخصصة لحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الطالب رزقوق عبد الرحمن، فيما عادت الجائزة الثانية للطالبة سهيلة علة·وتخلل الإحتفال إلقاء الإمام درسا ضمنه أخلاق وسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، التي عرف بها بين أهله وقومه قبل بعثته· وأشار الإمام إلى أن الحملة الشرسة التي تريد الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم "لن تضره ولن تؤثر في مقامه وحب المسلمين له" مؤكدا أن نصرة خاتم الأنبياء إنما تكون في اتباع سيرته والاقتداء به، وغرس محبته في نفوس أبنائنا وبناتنا"· وتميز جزء من الحفل بنشاط مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر ضم أنشودة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، لفرقة سيدي عبد الرحمن الثعالبي، وقصيدة شعر ألقاها الإمام رشيد محمود مدح فيها الجزائر بلد الاسلام والسلم والخير· من جهتها أكدت السيدة نوارة جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة ان العمل الخيري الذي يلعبه المحسنون على المستويين المحلي والوطني من شأنه المساهمة في ترسيخ الروابط الاجتماعية وتحقيق قيم التضامن· وقالت الوزيرة لدى حضورها للحفل المخلد لذكرى المولد النبوي الشريف الذي نظمته الجمعية الخيرية كافل اليتيم بالبليدة أول أمس أن وزارتها تعمل جاهدة على إبقاء هذه الروابط الأخوية بين مختلف شرائح المجتمع خاصة منها الشريحة المحتاجة وذلك في اطار تجسيد السياسة الاجتماعية التي ترتكز على القضاء على الأمية والفقر· وألحت الوزيرة على ضرورة بذل المجتمع المدني المزيد من المجهودات وذلك بغية التغلب على المشاكل التي لاتزال تعاني منها بلادنا· وأضافت الوزيرة أن مشاركتها في مثل هذا الحفل من شأنه إدخال البهجة في نفوس الأيتام والأرامل وتعزيز قيم التضامن والتآزر التي يحث عليها ديننا الحنيف ونبينا المصطفى صلى اللّه عليه وسلم، وهذا ما يندرج في إطار تثمين الوزارة الوصية لمثل هذه المبادرات، حسب السيدة جعفر، التي أشادت بالمنجزات التي حققتها هذه الجمعية لاسيما ما تعلق منها بحماية الأسرة ورعاية الأطفال اليتامى· وتميزت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف على المستوى الوطني بتأهب المواطنين للتحضير لهذا العيد قبل أيام واعداد الأطباق والحلويات التقليدية الخاصة به والتي تختلف من منطقة الى أخرى· كما تم إحياء سهرات دينية لتلاوة القرآن الكريم وإنشاد المدائح الدينية علاوة على تنشيط دروس وعظية من طرف الأئمة حول السيرة النبوية لإلقاء الأضواء على جوانب هامة من حياة وكفاح النبي الكريم مع تقديم دروس في التوحيد والتفسير والفقه· كما يفضل باقي المواطنون المكوث في منازلهم لإحياء المولد مع الأهل والأقارب وترديد الأهازيج على إيقاع الطبول وزغاريد النسوة في بعض المناطق واللعب بالألعاب النارية وإشعال الشموع· كما تعرف بعض المناطق التي لاتزال متمسكة بعاداتها ارتداء الصبايا للملابس التقليدية كمنطقة تلمسان حيث ترتدي الفتيات حلة العروس اوالشدة بالقفطان وكأنها عروس في ليلة زفافها وتقاد من طرف أحد أقاربها لتطوف بين الأحباب والجيران· وتجدر الإشارة إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي لهذه السنة تزامن مع إحياء الشعب الجزائري في مختلف ولايات الوطن لذكرى عيد النصر المخلدة ليوم 19 مارس·